تختلف الروايات في شأن نهاية موسى بن نصير فالرواية الأولى تقول إن سليمان استمر في الاستفادة من خبرة موسى بن نصير حتّى بعد عزله له ومن تجاربه العسكرية في منطقة أفريقية والاندلس. ويقال إن موسى حافظ على مكانته الرمزية لدى سليمان رغم أنّه عزل من القيادة ومن المناصب الرسمية وكان سليمان دائم الاستشارة لموسى وفي سنة 98 هجرية 716م قرّر سليمان الحجّ وطلب من موسى مرافقته لكنّ موسى اعتذر لشيخوخته ومرضه فأمر سليمان بأن تقدّم له كل الاحاطة اللاّزمة حتّى يقدر على مواجهة مشاق السّفر فاستجاب موسى لرغبة أمير المؤمنين وسافر معه الى بيت الله الحرام فسارا معا الى الحجاز . وفي الطريق الى الحجاز مات موسى بن نصير فصلّى عليه سليمان ودفن في قريته في أم القرى بعد مسيرة من الفتح والحروب التي لم تهزم فيها رايته . ويقال إنّ موسى قال لمرافقيه قبل موته بيومين سيموت رجل بلغ ذكره المشرق والمغرب فظنّ النّاس الذين استمعوا اليه أنّ سليمان سيموت . وهذه الرواية ليست الوحيدة في ذكر نهاية موسى بن نصير فقد كانت شخصيته مثيرة للجدل وقد اختلفت الروايات حولها فهو من أكبر القيادات العسكرية في العهد الأموي بل ربّما في تاريخ الفتوحات الاسلامية والوحيد الذي دانت له أفريقية والأندلس وكان بامكانه أن يستقّل بما فتحه عن البيت الأموي لكن ولاءه للوليد بن عبد الملك منعه من أن يستقلّ بمملكة شاسعة وغنية وأن يعود محمّلا بالهدايا الثمينة والجواري والأسرى دون أن يدري أن مصيرا سيئا ينتظره وهذا ما تؤكّده الرواية الثانية لنهاية موسى بن نصير .