الرواية الأكثر تداولا والتي أقّرها عدد من المؤرخين هي التي أوردها أحمد بن أبي الضياف في كتابه الشهير «أتحاف أهل الزمان بأخبار ملوك تونس وعهد الأمان» ويقول ابن أبي الضياف عن النهاية الدرامية لموسى بن نصير. «لمّا بلغ مصر لم يبق بها عالم ولا وجيه إلاّ تعرّض له، فأحسن صلتهم، ثمّ خرج من مصر فوافاه كتاب الوليد بن عبدالملك يأمره بحثّ السير، ليدركه في قيد الحياة،وكان مريضا .ووافاه أيضا كتاب سليمان بن عبدالملك، وليّ العهد، يأمره بالتأنّي ليكون وصوله في أوّل دولته وينسب الفتح له، فأبى إلاّ الوفاء لصاحبه وهو الواجب عليه حيث أمره بحث السير. وطوى المراحل فوصل قبل موت الوليد بثلاثة أيّام، ودفع له ما غنمه من الذّهب والفضّة ونفائس اليواقيت والجواهر والسبايا. قال الليث بن سعد من أصحاب الإمام مالك «لم يسمع قط بمثل سبايا موسى بن نصير في الإسلام» وإغتاظ لذلك سليمان بن عبدالملك وقال «إن ظفرت به لأصلبنه». ولمّا تقدّم لمنصب الملك المطلق بعد وفاة أخيه أعطى لغضبه الحيواني حظّه من الشهوة ،وإفتتح أمره بتعذيب موسى بن نصير، فأوقفه في يوم حار بالشمس حتّى سقط مغشيا عليه، وعزم على قتله ،فأجاره يزيد بن المهلّب من القتل، لمكان حظوته عند سليمان، وصادره بأموال كثيرة وشدّد عليه في إقتضائها، وأمر بقتل أولاده الذين تركهم نوّابا بأعماله، ولمّا وصلت رؤوسهم وضعها سليمان في طست وغطاها وأمر بإحضاره، ولمّا حضر أمر برفع الغطاء عنها، فما إرتاع لذلك ولا خار، وقال له «أما واللّه لو رأها أخوك، لعزّ عليه مصرعهم، فطالما قاتلوا في سبيل اللّه» ثمّ قال «ألكم بهذه الرؤوس حاجة؟» ثمّ حملها بنفسه وخرج، فدفنها. ووالى عليه التشديد في إقتضاء مال المصادرة، ولمّا نفد كسبه ألزمه الإستعطاء في بقيّة العدد لما يعلم أنّه أشدّ عليه من القتل فخرج الى القبائل والأعيان مستجديا، بعد أن أكمل فتح المغرب. وتركها شنعاء في الإسلام، وعارا على بني أميّة في الملوك». هذا ما أورده أبن أبي الضياف عن نهاية موسى بن نصير أمّا طارق بن زياد فقد كانت نهايته غامضة ولم يعد له ذكر بعد عودته الى دمشق عاصمة الدولة الأموية أنذاك.