كثر ضحايا الأنترنات في السنوات الأخيرة... ومن بينهم رجل الأعمال الألمانيّ «الذكيّ» الذي قرأ إعلانًا أنترنوتيًّا عن بيع أراضٍ في القمر، فوقع في الشرك وصدّق قبل أن «يعنّق»، ودفع نحو أربعة ألاف يورو! هذا الألمانيّ «الذكيّ» ليس استثناءً... فالأخبار تتحدّث عن ظهور شركات عديدة في أوروبّا وأمريكا منذ 2006، تؤكّد لعموم «الأذكياء» أمثاله أنّ القمر استثمار مستقبليّ، وتدعوهم إلى شراء هكتار قبل أن تشتعل النار في الأسعار! الغريب، والأمر ليس نكتة، أنّ تجّارًا إسرائيليّين كانوا سبّاقين إلى بيع مستعمرات قمريّة! البعض يعزو ذلك إلى ذكاء بني إسرائيل التجاريّ الفطريّ باعتبار العمليّة نوعًا من الادّخار المربح! والبعض الآخر يعزوه إلى ذكائهم السياسيّ تحسّبًا لنفاد الأراضي الفلسطينيّة! وقد جاء في إحدى اليوميّات الإسرائيليّة أنّ أكثر من عشرة آلاف «ذكيّ» إسرائيليّ انخرطوا في هذه العمليّة منذ سنة 2000، واشتروا ما يوازي عشرة بالمائة من المساحة القمريّة التي بيعت حتّى الآن في مختلف أنحاء العالم! قد يسألني أحدكم وأين العرب من كلّ هذا؟ والجواب يا سادة يا مادة يدلّنا ويدلّكم على طريق الشهادة: أنّ «الذكاء» أنواع ومدارس وتكتيكات: البعض يشتري أرضًا في القمر والبعض يشتري القمرَ على طاولة المفاوضات!