ظننّا للوهلة الأولى أن المباراة بين الإفريقي والملعب التونسي تدخل في إطار الرسميات وليس الوديات لما شهدته من اندفاع وتحفّز من الجانبين وحضور جماهيري غفير ومتابعة إعلامية محترمة. المباراة انتهت بفوز الإفريقي بهدفين مقابل هدف حيث افتتح عبد القادر خشاش النتيجة في الدقيقة 18 ثم عدل تاج في الدقيقة 68 النتيجة ثم أضاف كريم العواضي الهدف الثاني في الدقيقة 80. تغييرات في تشكيلة «البقلاوة» المدرب لويغ استغل المباراة ليشرك أغلب اللاعبين حيث بدأ المباراة بتشكيلته المثالية ثم أدخل العديد من التغييرات: رامي الجريدي حمدي جبنون يامن بن زكري سيف الله حسني أيمن العياري أوبان ابراهيما با أكرم معتوق (إيهاب المساكني) مروان تاج مجدي المسراطي محمد كابيا (رضوان بن وناس). التشكيلة كانت متوازنة إلى أبعد الحدود وأثبت الفريق أنه في الطريق الصحيح على الرغم من الخسارة لأن المردود كان ثابتا على مختلف الفترات ولكن هناك ملاحظات وبعض النقاط للمراجعة. محور الدفاع مازال يعاني من بعض الخلل بسبب عدم الانسجام بين سيف الله حسني ويامن بن زكري فمردود الأول مازال ثابتا أما الثاني فهو يحتاج المراجعة. المهاجم الجديد محمد كابيا لم يقنع في هذه المباراة على مستوى التجسيم أو حتى التمركز وهي نقاط للمراجعة. مردود ثابت لدفاع الإفريقي والبقية للمراجعة المباراة أثبتت مرّة أخرى تماسك دفاع الإفريقي وصلابة مختلف المراكز الدفاعية على حد السواء خالد الزعيري أثبت جدارته وسعة إمكاناته في التمركز والحوارات الثنائية خاصة الفضائية وبنفس الثبات جاء مردود المنتدب الجديد الآخر عبد القادر خشاش الذي سجل هدفا سيعطيه الثقة اللازمة في بقية المباريات، العيفة تجاوز فترة الشك وعاد إلى ثباته وسيف الدين العكرمي صلب من الجهة اليسرى. وبعكس الدفاع، مازال خط الوسط يعاني من قلّة الانسجام وغياب اللمسة الأخيرة التي جعلت المهاجمين بلا فاعلية رغم الاجتهاد الكبير للسريع مالا جيلا... وقد كانت تشكيلة النادي الإفريقي على النحو التالي: سامي النفزي خالد الزعيري عبد القادر خشاش سيف الدين العكرمي بلال العيفة (أنيس بن عمر) حلمي حمام (كريم العواضي) وسام يحيى (غوستافو) المويهبي (السيفي) خالد المليتي (الخرزي) تراوري (العكروت) مالا جيلا (نور حضرية)... الشماريخ والقوارير جمهور الإفريقي احتشد كالعادة بأعداد غفيرة فاقت 5 الاف متفرج رغم أن سعر التذكرة 3 دنانير وهو ما ولد تزاحما كبيرا و فرجة من مختلف المواقع وحتى من فوق مبنى الإدارة والنزل... القوارير والمقذوفات والشماريخ كانت كلها حاضرة كالعادة وكأنّنا نخوض مباراة رسمية، وهو ما جعل اللقاء يدور في أجواء متوترة لأن جماهير الإفريقي هاجمت كل لاعب من البقلاوة اقترب من السياج وهو ما اضطر الحكم إلى إيقاف المباراة لبعض الدقائق لأن الحارس الجريدي تعرض للاعتداء بالحجارة... بين العكروت وجمهور الإفريقي تواصلت العلاقة المتوترة بين جمهور الإفريقي والمهاجم أمير العكروت وما أن نزل حتى لحقه وابل من السب والشتائم من قبل بعض الجماهير وتحدث البعض على أن هذا اللاعب منح أكثر من فرصة لكنه لم يثبت أنه مهاجم من الطراز الرفيع... نحن بدورنا حاولنا معرفة موقف اللاعب من كل ما حصل لكنه رفض التصريح متعللا بأن الإدارة منعت اللاعبين من التصريح وهددتهم بالعقوبة إذا ما حصل ذلك ولا ندري هل أن هذا القرار إن وجد ينطبق على العكروت فقط؟ لأن بقية اللاعبين كانوا يصرّحون بشكل عادي... كلمة حق المكلّف بالإعلام في إدارة الإفريقي السيد خميس بن رحومة يستحق الثناء والشكر نظرا لمجهوداته في تسهيل مهمة الإعلاميين في هذه المباراة وفي غيرها من المواعيد ورغم كون الرجل كان يقوم بمهمته إلا أن التعامل بمثل تلك السلاسة ورحابة الصدر أمر يحسب لهذا الرجل ونتمنى أن تكون المعاملة مع الإعلام بنفس الطريقة في كل الفرق الأخرى...