رغم اعلان الوزارة عن الانتهاء من عملية التوجيه الجامعي مازالت الإدارة العامة للشؤون الطالبية وجهة لبعض الناجحين الجدد بالباكالوريا وايضا الطلبة القدامى لتقديم مطالب اعادة التوجيه أو لإصلاح خطإ او الاستفسار حول اشكالية تعرّضوا لها اثناء التسجيل بالجامعة. «الشروق» تحدّثت الى بعض الطلبة واستمعت الى مشاغل الأولياء والادارة العامة للشؤون الطالبية، كما تحدثت الى السيد المنصف الخميري مدير عام الشؤون الطالبية حول كل ما يتعلق بالتوجيه الجامعي. ضغط حالما تطأ قدماك هذه الادارة تشعر بالضغط الذي يعيشه الموظفون والاعوان جراء كثرة توافد المواطنين من طلبة وأولياء وأقاربهم عليها والغريب ان الضغط مازال موجودا رغم ان السنة الجامعية انطلقت منذ أسبوع والوزارة أعلنت عن الانتهاء من عملية التوجيه والسؤال لماذا مازال التردد على هذه الادارة العامة موجودا؟ الاجابة التي استقيناها على لسان الأولياء والطلبة هي التالية: حسام ولهى هو ناجح في الباكالوريا اختار حسب دليل التوجيه الجامعي هندسة مدنية بالشرڤية غير انه تفطن عند القيام باجراءات التسجيل ان الشرقية تتوفر على شعبة مياه وبيئة وليس هندسة مدنية لذلك عاد الى المعنيين بالامر لإصلاح هذه الغلطة التي جعلته يخطئ في اختيار الشعبة الملائمة مع مؤهلاته. وهذا الطالب الجديد يتردد حاليا على الادارة العامة للشؤون الطالبية للحصول على شعبة الهندسة المدنية بمونفلوري. حسام قال: «هي ليست غلطتي بل غلطة المشرفين على اعداد الدليل فكيف أتحمّل غلطة غيري؟ وكيف تتغير وجهة مستقبلي جراء غلطة الآخرين؟» والى جانب حسام تحدّثنا الى طالب آخر وهو نبيل رديّف جاء رفقة والدته طلبا للحصول على نقلة من المهدية الى تونس في اختصاص تكنولوجيات الاعلامية لأن حالته المادية لا تسمح بمواصلة الدراسة بالمهدية الأم تدخلت عند استماعنا اليه. فأفادت: «لقد قيل لنا ان كل المطالب الانسانية والاجتماعية تؤخذ بعين الاعتبار فمتى تتم الاستجابة لمطلبنا ولي 5 أبناء يدرسون وإبني هذا يحمل إعاقة ووالدهم عامل يومي؟ هذه الأم ليست لها من حل غير تسوية وضعية إبنها او انقطاعه عن الدراسة فهي لا تقدر على دفع مصاريفه بعيدا عن تونس. وحسب بعض الاولياء فإن الضغط على التوجيه الجامعي ناتج عن غموض شديد في الشهائد العلمية التي يحصل عليها الطالب كالفرق بين الاجازة الأساسية والتطبيقية إن كانت الأولى يمكن الوصول اليها عبر التفوق في الثانية وما الفرق بين الماجستير المهني والماجستير العادي. القاعدة والاستثناء وبعد الاستماع الى شواغل الطلبة تحدثت «الشروق» الى السيد منصف الخميري مدير عام الشؤون الطالبية أنه خلال هذه السنة تم التأكيد على ان التوجيه هو القاعدة وإعادة التوجيه هي الاستثناء وذلك حتى يتعوّد الطالب والوليّ على تجنّب الاختيار الاعتباطي وحسن الاختيار حسب المؤهّلات المتوفّرة منذ البداية. ورغم ذلك قال محدّثنا تمّت خلال هذه السنة الاستجابة لحوالي 14 ألف مطلب من مجموع 18 ألفا رغب أصحابها في إعادة التوجيه. وأوضح أن نسبة الاستجابة كانت محترمة جدا حيث شملت ثلاثة أرباع الطلبة المعنيين واعتبر أن التوجيه الجامعي لا يمكن ان يتحوّل الى منظومة تطبّق بطرق زجرية بل على العكس لا يمكن الا أن يكتسي طابعا انسانيا واجتماعيا حيث تراعى وضعية الطالب الصحية والمادية. وأفاد أنه تم تسجيل مطالب انسانية عديدة ووقعت الاستجابة لعدد هام في حدود 2000 حالة من أطفال القمر ومكفوفين وأبناء الفلاحين وزواج وغيرها... ملامح جديدة وحسب التجربة أفاد محدّثنا أن الطالب الحالي تغيّرت نظرته حول التكوين والتشغيل وذلك بتغيّر متطلبات سوق الشغل وتعدد الاختصاصات والشعب كما يبدو حاليا في أغلب الأحيان غير مهتم بالشعبة التي يختارها خلافا للولي الذي يهتم خاصة بمسألة القرب. وأضاف ان الطلبة أحيانا يستبطنون أفكارا مغلوطة تتمثل في أن التكوين يمكن ان يكون أفضل في كلية مقارنة بأخرى. وقدّم كمثال طالبة من ولاية جندوبة ترغب في دراسة الانقليزية بمنوبة عوضا عن جندوبة وذلك رغم قرب المكان وتفادي مصاريف عديدة. وقال: «إن حجم الضغط تزايد مع رغبة الطلبة الجدد في التوجيه مرّتين أي أنه يحصل على شعبة ويريد اعادة التوجيه». وذكر أن تنوّع عروض التكوين في حد ذاتها رغم عملية التجميع التي قامت بها الوزارة أدّت الى الضغط. وأوضح أنه للاسف كذلك الولي والطالب لا يقتنعان بأنه يوجد فرق بين من حصل على الباكالوريا بمعدّل 12 من عشرين و7 من عشرين. وأفاد أن الاختصاصات الاكثر طلبا مازالت هي الطب والاختصاصات شبه الطبية والهندسة المعمارية والمراحل التحضيرية وإعادة التأهيل لبعض الشعب والحقوق والصحافة واللغات والملتيميديا وتكنولوجيات الاتصال. كما تنامى الطلب على اختصاصات جديدة وهي تربية الطفل وتأهيل المعوّقين من قبل محدودي الدخل. حقّ وبخصوص «التدخلات» والمعارف في عملية التوجيه الجامعي قال محدّثنا «سجّلنا ضغطا كبيرا على تونس الكبرى لأن لديهم فكرة راسخة بأن التكوين في تونس أفضل بكثير من بقية الجهات ولكن نؤكّد أنه لا يوجد صاحب حقّ في التوجيه لم تتم الاستجابة لمطلبه. وقال «أتحدى أي شخص قام بمطلب في الحالات الانسانية سواء في الآجال أو خارجها ولم تتم الاستجابة له». وأضاف أن عملية إعادة التوجيه تقع وفقا للشغورات المتوفّرة ولامكانية الطالب في الدراسة بتلك الشعبة حسب مجموع النقاط المتوفّرة لديه «Score».