تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التوجيه الجامعي : امتحان يشترك فيه التلميذ و العائلة ... و الكمبيوتر
نشر في الشروق يوم 21 - 06 - 2010

قد يكون التوجيه الجامعي أخطر من اجتياز الباكالوريا فهو يحدد مصير الطالب وملامح سوق الشغل.
وإذا كانت الاختبارات تتم وجوبا بصورة فردية فإن التوجيه لا يتم في الغالب إلا بصفة جماعية وبشراكة بين صاحب الباكالوريا وعائلته الموسعة وباستئناس بالأصدقاء وأحيانا بالأساتذة وأخذا بعين الإعتبار حجم المجموع المتحصل عليه وتشغيلة الشعبة المختارة وآفاقها... ورغم هذه التدخلات الأولى فإن أكثر من ثلث الناجحين الموجهين في الدورات الأولى يعملون على تغيير الشعبة التي اختارها لهم «الكمبيوتر» في ما يضطر آلاف الى قضاء سنة جامعية بيضاء للإنتقال الى شعبة جديدة.
«الشروق» وعبر شبكة مكاتبها ومراسليها حققت في موضوع التوجيه الجامعي وتحدثت الى طلبة وأولياء عن كيفية اختيار الشعبة والمشاركين فيها وأسس ومبررات هذا الإختيار.
القيروان : «المستقبل» بين مطرقة المؤهلات و«شهوة العائلة»
القيروان الشروق :
بعد غصرة الباكالوريا وفي غمرة الاحتفاء بالنجاح سيواجه الناجحون « محنة » أخرى ليست اقل من مناظرة الباك بل هي بوابة المستقبل العلمي والمهني ...هي مرحلة التوجيه الجامعي .
غير أن هذا التوجيه وعلى أهميته تتداخل فيه إمكانات الناجح ورغباته ورغبات الوالدين وبقية افراد العائلة وبين « نصائح » الأصدقاء والمعارف ومؤشرات « سوق الشغل » تتبعثر فرحة الناجحين بالباك .
المؤهلات
الطالب أشرف السبري نجح السنة الفارطة بمعدل ضعيف لكن الدفعة الرابعة ألقت به في شعبة لا يحبها فلم يقدر على متابعة دروسها لينقطع ويسحب التسجيل . وذكر اشرف انه شارك في مناظرة إعادة توجيه أملا في الحصول على شعبة « يحبها » وذكر اشرف ان العائلة لم تتدخل في مسألة التوجيه بيد أن مؤهلاته هي التي « وجهته»
شهوة العائلة
قد يكون تدخل العائلة متعسفا أحيانا ويقصي رغبات الأبناء فيختارون «شهوات» الآباء عن مضض فيسعون الى ارضائهم والنزول عند رغباتهم . الشاب سيف (سنة اولى طب) بذل جهدا كبيرا سنة الباكالوريا من اجل الحصول على معدل يمكنه من التوجه الى كلية الطب ، أو هكذا أرادته والدته . وذكر سيف أنه مولع بالفنون التشكيلية وكان يرغب في دخول معهد الفنون الجميلة وأكد ان المسألة ليست تعسفا وإنما هي مسألة « أخذ بالخاطر »
وفي هذا الصدد يقول محمد (معلم) أنه اختار التوجه نحو شعبة المعلمين نزولا عند رغبة الوالد الذي يشتغل في قطاع التربية . وذكر محمد انه كان سيختار اختصاص التاريخ غير انه غيّر اتجاه بوصلته. وذكر انه لحسن حظه استمع الى « نصيحة» والده وأكد محمد ان اقتراحات الاباء وتوجيهاتهم تحمل الكثير من النصح بفضل خبرتهم في الحياة .
«شهوة » الآباء أحيانا تكون مكلفة وهي ترجمة لحرصهم على مستقبل أبنائهم ويأملون ان يوفق الأبناء في اختيار اختصاص يضمن عملا مرموقا ومضمونا يقول السيد خميس (موظف) مضيفا أن تدخله مبني على التجربة والخبرة بمتطلبات سوق الشغل من جهة والحرص على بلوغ الأبناء مهنة مشرفة في المستقبل تفتح لهم آفاق الحياة المستقبلية . وأكد انه أرسل ابنه الى فرنسا لدراسة الطب على حسابه الخاص بسبب عدم قدرته على دخول كلية الطب في تونس .
والأصدقاء ...أحيانا
ليست العائلة وحدها التي تؤثر في التوجيه الجامعي ، يقول مهدي مضيفا ان الاصدقاء يؤثرون أحيانا في الاختيار، وأكد انه اختار نفس الشعبة التي اختارها صديقه رغبة منه في ملازمته . وذكر عبد اللّه (سنة أولى هندسة تحضيرية) انه اتفق مع صديقين له على التوجه الى هذه الشعبة بعد ان تدارسوا آفاقها المستقبلية. وذكر ان دور العائلة يجب ان يظل استشاريا لان الشاب هو من سيدرس الاختصاص وبالتالي عليه ان يختار توجيها يرغب فيه ويتقنه .
أما أميرة (إعلامية) فأكدت انه لم يؤثر أحد في اختيارها ولم تتدخل العائلة بسبب عدم معرفتها بتفاصيل مسالة التوجيه وأكدت انها استشارت بعض الأساتذة والأصدقاء وأكدت انها متميزة في دراستها لانها هي التي اختارت اختصاصها .
أخصائي : لا توجهوا الأبناء
من جهته أكد الإخصائي النفساني علي المحمدي أن النجاح الدراسي يعتمد على حسن الاختيار الذي يجب أن يكون نابعا من ميولات الشاب ومؤهلاته الفكرية والجسدية لأن حب الشعبة والرغبة في دراستها شرط أساسي للنجاح فيها . وبالتالي فهو يتوجه بنصيحة الى العائلة يدعو فيها الى عدم اختيار الاختصاص مكان الأبناء وأن لا يفرضوا عليهم اختياراتهم بل أن يكونوا مرافقين لأبائهم ويوفروا لهم المعلومة اللازمة حول الشعبة والاستشارة الضافية وان يوفروا لهم السند المادي والمعنوي دون « توجيههم »
* ناجح الزغدودي
سيدي بوزيد : أبوابه كثيرة وفرص الاختيار فيه محدودة
سيدي بوزيد الشروق
أي فئة من التلاميذ تجتاز مرحلة التوجيه بسهولة وراحة بال؟
ما هي العوامل والمقاييس التي ينبني عليها التوجيه الجامعي للناجحين في امتحان البكالوريا؟ هل مازال للأولياء دور هام في مرافقة أبنائهم الناجحين في اختيار الشعب الدراسية العليا؟ لماذا لا يوفق التلميذ أو الطالب أحيانا في اختيار الشعبة التي يرغب فيها لمواصلة دراسته العليا؟
هذه جملة من الأسئلة وغيرها من الهواجس التي تخامر كل من التلاميذ الذين اجتازوا مؤخرا امتحان البكالوريا والأولياء الذين ينتظرون نتائج الإمتحان على أحر من الجمر، ولمعرفة المزيد من المعلومات حول الحالات النفسية التي يعيش عليها التلاميذ والعائلات التي تربطها صلة بفترة ما بعد النجاح في البكالوريا، التقت «الشروق» في جهة سيدي بوزيد عددا من التلاميذ والأولياء وتحادثت معهم في مسألة التوجيه الجامعي الذي يأتي بعد النجاح في البكالوريا.
نسبة النجاح المرتفعة وكثرة الشعب وراء صعوبة الاختيار!
محمد س : تلميذ اجتاز مؤخرا امتحان البكالوريا شعبة علوم تجريبية ذكر أن النجاح في البكالوريا لا يمثل له مشكلا بقدر ما يمثله له اختيار الشعبة التي يرغب فيها مادام النجاح في الشهادة في متناول الأغلبية الساحقة للتلاميذ إذا اعتبرنا الحوافز التي تساعدهم على النجاح الذي أصبحت نسبته تصل الى أكثر من 60 ٪ في بعض الشعب العلمية وأبرز أن التلميذ صار مهمشا الى حد كبير أمام تنوع وكثرة الشعب التي تعد بالمئات أضف الى ذلك عدم استيعاب ومعرفة الكثير من هذه الشعب المستحدثة التي لم تظهر بعد انعكاساتها الإيجابية على الطلبة الذين اختاروها في السنوات السابقة التي آلت بهم في نهاية المطاف الى «حظيرة البطالة» لذلك قرر اختيار احدى الشعب العلمية المعروفة وان استوجب منه ذلك سنوات عديدة من الدراسة العليا وتمنى أن يحصل على عدد كبير من النقاط التي تخول له امكانية الحصول على الشعبة التي يرغب فيها.
التوجيه الجامعي مسؤولية الطالب!
جمال ب وليّ يرى أنه لابدّ من مراعاة ظروف الطلبة وتوجيههم التوجيه القويم الذي يؤهلهم للإندماج في الحياة المهنية والحد من توجيههم الى الشعب التي لا أفاق بها أو هي محدودة وذلك بالإعتماد على حرية الاختيار للتلميذ دون سواه في التوجيه الجامعي ويرى أن التعليم اليوم بصفة عامة لم يعد إلا للنخبة التي إذا كتب لها أن تنجح بامتياز فإنها تحصل على الشعب التي ترغب فيها بسهولة وتكون الفرحة عارمة بالنجاح في اختيار الشعب الأنسب لهم وذكر في خاتمة حديثه معنا أنه سيحاول التدخل لمرافقة ابنته التي اجتازت امتحان البكالوريا في شعبة الأداب دون اجبارها على الشعب التي لا تتناسب ومستواها العلمي وتكوينها المعرفي لكنه سيحاول كذلك أن يدعوها الى اختيار المؤسسات التعليمية العليا المجاورة وذلك للضغط على الجانب المادي الذي ما انفك يتفاقم ويتضاعف من سنة الى أخرى.
اختيار صعب!
(ن/ع) تلميذة اجتازت امتحان البكالوريا (اقتصاد وتصرف) ذكرت أن نظام التعليم (أمد) فُرض على التلاميذ في السياسة التربوية الجديدة لظروف اجتماعية وأخرى متأتية من سوق الشغل من جهة ولكثافة النجاحات في مختلف الشعب والاختصاصات من جهة أخرى لذلك فهي ترى أن نسبة هامة من الطلبة وهي واحدة منهم ترغب في اختيار شعبة جامعية متوسطة أو قصيرة سيما وأن معدلها خلال السنة ظل متوسطا عموما وهو بالتالي لا يخول لها امكانية الحصول على شعبة طويلة المدى وصرحت أن اختيار الشعب الجامعية يبقى أصعب من الإمتحان نظرا لكثرة الشعب التي يعج بها دليل التوجيه الجامعي.
❏ محمد صالح غانمي
المنستير : سوق الشغل أولا.. الظروف العائلية ثانيا.. ورغبة الوالدين في المقام الأخير
الشروق مكتب المنستير
مباشرة إثر الانتهاء من إجراء اختبارات مناظرة الباكالوريا وقبل وبعد الإعلان عن النتائج التي من المنتظر أن تكون يوم 26 من الشهر الجاري ينشغل الناجحون بمسائل جديدة تتعلق باختيار الشعب التي سيواصلون فيها دراساتهم الجامعية ويمثل هذا الاختيار أصعب قرار يمكن أن يتخذه التلاميذ في مسيرتهم التعليمية باعتباره يحدد وبنسبة كبيرة حياتهم المهنية ويرسم لهم الصورة المنتظرة لمستقبلهم بخطوط عريضة. عديدة هي الأسباب التي تعتمد في اتخاذ القرار الحاسم والنهائي لعل أهمها مجموع النقاط المتحصل عليها وهو ما يطلق عليه في أوساط التلاميذ ب السكور وهو الكفيل والوحيد بتلبية رغبة المترشح والاستجابة الى اختياره وبما أن السكور مازال مجهولا ولم يتضح بعد في غياب النتائج فالأكيد أن اختيارات ممن ينتظر نجاحهم تخضع أيضا الى مقاييس أخرى سألت عنها «الشروق» بعض المترشحين فكانت الإجابات كما يلي:
شوق الشغل
تقول سيرين الزعق التي تدرس بالمعهد النموذجي بالمنستير أن ما يشغل بالها هو التوجيه فهي تطمح للحصول على مجموع مرتفع يسمح لها باختيار شعبة الطب التي تحلم بها فوالدها وأمها طبيبان وقد فتحت عينيها في هذا الوسط الذي أثر فيها كثيرا ولا ترى نفسها تدرس في غير هذه الشعبة هذا الاختيار وان كان يتفق مع رغبة والديها فإنه بالأساس نابع من ذاتها.. أكدت سيرين أيضا أنها ترغب في الالتحاق بإحدى جامعات المنستير أو سوسة حتى لا تبتعد عن عائلتها وتواصل دراستها الجامعية في ظروف حسنة أما أميمة الصغير باكالوريا رياضيات فإنها تحلم بأن تصبح أستاذة في هذا المجال فهي تعشق مهنة التدريس ولكنها لم تخف تخوفها من حالة البطالة التي يعيشها الأساتذة الجدد وكذلك مسألة «الكاباس» التي أصبحت تمثل كابوسا للمتخرجين من الجامعات وعليه فإن اختيارها سيكون مدروسا يضمن لها عملا بعد كل السنوات التي قضتها في الدراسة وبالتالي ستختار شعبة يكون المتخرجون منها مطلوبين للعمل ومرغوبا فيهم.
الظروف العائلية
وإذا كانت أميمة تفكر في سوق الشغل فإن زياد شعبة الإقتصاد والتصرف لم يخف الظروف العائلية الصعبة التي تعيشها عائلته وهو غير مستعد للإبتعاد عنها فوالده متوفي ووالدته تعمل في المنزل وهو غير مستعد لإثقال كاهلها بالمصاريف المتنوعة لذلك سينحصر اختياره في شعبة يدرسها في مدينة غير بعيدة عن ولايته وتكون مدة الدراسة قصيرة حتى يحصل على شهادته وينخرط في سوق الشغل ويحسن وضعه الاجتماعي.. وخلافا لزياد فإن أمان الممي شعبة الرياضيات والذي ينتظر أن يكون نجاحه بامتياز نظرا لتألقه خلال كامل مراحل دراسته فإنه يأمل في الالتحاق بالمدرسة التحضيرية للدراسات الهندسية بالمرسى أو الدراسة بالخارج في مجال تقنية الاتصالات وهي رغبة تسكنه من الداخل ويطمح الى تحقيقها وعن اختياره هذا أوضح أمان أن لا دخل لوالديه فيه رغم أنه يستأنس برأيهما.
* المهدي خليفة
جندوبة: اختيار حسب الميولات ورغبة الوالدين
جندوبة الشروق
يعد التوجيه الجامعي بالنسبة للناجحين الجدد في امتحانات الباكالوريا مرحلة دقيقة في الحياة الجامعية والدراسية لهؤلاء الطلبة الجدد ناهيك أن اختيار الشعب العلمية وغيرها يمثل منعرجا هاما قبل الدخول في معمعة الدراسة الجامعية.
لكن كيف يختار الناجحون في الباكالوريا الشعب التي سيلتحقون بها في الجامعة وما هي المقاييس التي يعتمدونها عند مطالبتهم بمنحهم الإنتماء الى بعض الشعب دون سواها.
حسب الإمكانات
التلميذ رؤوف العيادي وهو ينتمي الى شعبة الرياضيات أفاد بأن امكاناته العلمية هي التي تفرض عليه الإلتحاق بكلية الهندسة أو بجامعة العلوم الفيزيائية وأضاف رؤوف بأن بعض الطلبة الجدد لا يحسنون اختيار التوجيه الجامعي الذي يتماشى وقدراتهم العلمية فيكون مآلهم الفشل وإعادة التوجيه.
رغبة الأولياء
أما التلميذة نور العبيدي فقد أفادت بأن أمها وهي أستاذة علوم طبيعية تساعدها كثيرا على اختيار الشعبة التي بإمكانها التيمز والنجاح فيها وذلك لخبرتها الواسعة وقدرتها على تقييم إمكانات ابنتها بناء على رصيد هائل في مجال التدريس كما لاحظت نور بأن والدها زهير وهو مهندس هو الآخر كثيرا ما يتدخل لمساعدة أشقائها في اختيار الشعب التي قد تساعدهم على النجاح والتميز.
الميولات
أما الولي عبد القادر الطرخاني فقد أكد بأن أبناءه عادة ما يختارون التوجيه حسب ميولاتهم مواهبهم فإبنه سهيل يعشق الموسيقى لذا خيّر في السنة الماضية الإلتحاق بالمعهد الأعلى للموسيقى وابنه نزار وهو لاعب كرة قدم فقد اختار شعبة الرياضة والإلتحاق بالمعهد الأعلى للرياضة بالكاف وأما ابنته هدى التي تجتاز هذه الأيام الإمتحانات النهائية للحصول على شهادة الباكالوريا فتريد الإلتحاق بكلية الحقوق بما يخول لها في قادم الأيام أن تصبح محامية مثل خالتها مريم.
* سمير العيادي
توزر : شراكة بين الطالب والولي واستئناس بالأصدقاء
يعاني العديد من التلاميذ كثيرا عند التوجيه الجامعي خاصة بعد النجاح في البكالوريا إذ تتعدد أمامهم مجالات الدراسة المتاحة بعد احداث شعب عديدة وجديدة وكذلك تنوع أماكن الدراسة فهناك الكليات والمعاهد العليا وغيرها ولا شك أن قرار اختيار الشعبة من أهم القرارات التي يتخذها الطالب في حياته وهو عادة يكون مواكبا لتطورات العصر.
التلميذ محمد النجار قال أن عملية اختيار التخصص لها أثر كبير في شخصية الفرد وفي حياته المستقبلية لذلك فأني أعول على نفسي لاختيار الشعبة التي أريدها فالقرار ذو طابع خاص وليس هناك من يتدخل في اختياراتي فحتى العائلة تركت لي الحرية إداركا منها أني سأختار حسب ميولاتي وقدراتي لأني سأجمع كل المعلومات عن الشعبة التي أحبها بعد الحصول على شهادة البكالوريا واعتمادا على دليل التوجيه الجامعي حسب الأعداد التي سأتحصل عليها.
من ناحيته قال التلميذ رامي ميرة لقد كان اختياري لشعبة التقنية في التوجيه حبا لهذه الشعبة ورغم أن العائلة كانت تحبذ العلوم الطبيعية لاختيار الطب مثل عمي لكن اقنعت والدي بذلك واستقر الرأي على اختيار شعبة التقنية ولذلك سأختار الكلية أو المعهد العالي الذي يقابل مؤهلاتي وفقا لأسس علمية وموضوعية إضافة أني أفضل أن يكون مكان الدراسة قريبا من العائلة أي في توزر أو قفصة مثلا للحد من المصاريف التي تثقل كاهل العائلة.
أما محمد كليسي فقال: إني سآخذ رأي كل من له خبرة من الذين سبقوني في الجامعة خاصة في الشعبة التي سأختارها إضافة ان للعائلة دور كبير في تحديد مسار حياتي الجامعية ولابد من الإتفاق مع الوالد والوالدة خاصة وأنهما يملكان القدرة الكافية لمساعدتي للتوصل الى الاختيار الأفضل والأنسب فهما حريصان على مصلحتي وكل الأسرة متفقة على أن يكون الإختيار متوافقا مع ميولاتي ورغباتي وإمكانياتي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.