ما حدث في مدارج ملعب المنزه يوم السبت الماضي بمناسبة لقاء النادي الافريقي وامل حمام سوسة يفتح الباب لأكثر من سؤال. فقد بادرت جماهير النادي الافريقي الى اشعال والقاء العديد من الشماريخ دون ان يكون هناك داع لذلك خاصة وانه تم تحسيس جانب من هذه الجماهير الى ان اشعال والقاء الشماريخ سوف يجعل الفريق يخوض مباراته القادمة دون جماهير وبالتالي سيخسر دعما معنويا وسوف يسبب له في خسارة مالية لن تقل عن 100 الف دينار. وهنا يطرح سؤال لمصلحة من يحدث هذا؟ من خطط لحرمان الفريق من مثل تلك المداخيل المنتظرة؟ من يريد عرقلة مسيرة الفريق الذي كان متقدما في النتيجة 2-0 و قاد حملة اشعال الشماريخ ؟ الامر لم ينته عند ذلك الحد بل تحول الى مواجهة بين بعض الجماهير المتنافرة على ما يبدو وامتدت الى مواجهة مع اعوان الامن الذين تدخلوا لضبط الموقف وتم ايقاف عدد كبير من انصار النادي الافريقي و تعرض عدد من اعوان الامن الى اصابات بليغة نقلوا على اثرها الى المستشفى . لم تكن هناك مبررات ظاهرة او واقعية خاصة وان النادي الافريقي كان متقدما في النتيجة وكان في طريقه الى الانتصار. ما حدث في مباراة النادي الافريقي وامل حمام سوسة وما حدث قبل ذلك بين احباء الترجي يطرح سؤالا خطيرا ماذا يحدث في مدارجنا ؟ اليوم ينبغي اتخاذ تدابير جديدة للحد من هذا الخطر المتنامي. ان الخطر داهم وان حقوق بعض الجماهير باتت تنتهك من حيث التعرض للعنف في المدارج وحتى خارجها حيث تعرضت بعض السيارات للتهشيم وسرقت منها اغراض وكذلك الحرمان من متابعة مباريات الفريق كما سيحدث للنادي الافريقي في المباراة القادمة بسبب اشعال والقاء الشماريخ . فلماذا تجني فئة قليلة على المجموعة ؟ ولماذا تضع هذه الفئة العصا في عجلة فرقها ؟ ما هو اكيد اليوم هو انه ينبغي عدم السكوت على هذه المظاهر الخطيرة والهدامة ويجب التصدي لها بحزم لانها لا تنم الا عن فوضى وعن خروج واضح عن قيم المجتمع المدني المتحضر والذي يتعايش حتى لو اختلف في الراي . فليس بالعنف تناقش مواضيع الاختلاف حتى وان كانت «كروية» .