بدأت إطارات الديوان الوطني للتطهير في الاشراف على عمليات استعداد «استثنائية» لمواجهة موسم الأمطار وخصوصا على مستوى حماية المدن من الفيضانات لتفادي ما حدث في الأعوام الفارطة من عجز نظم تصريف المياه في عدة مدن تونسية. ومن الناحية المبدئية، تولى خبراء الديوان تفقد المعدات التي يملكها والتي أصبحت تمثل أسطولا حقيقيا قوامه 210 شاحنات عملاقة بالاضافة الى معدات الحفر والجهر في الأودية كما تم تعهد وتفقد 16 مضخة من المضخات الكبيرة التي تم تركيزها في الأحياء المنخفضة وتتراوح قوتها بين 900 و300 لتر مكعب من مياه السيول، فيما تم إعداد عدد آخر من المضخات للحالات الطارئة. وتعاني الكثير من المدن التونسية من تراكم الأوساخ في نظم تصريف مياه السيول، فيما يقول الخبراء إن البناء الفوضوي هو اهم اسباب الفيضانات في المدن. ومن مظاهر هذه المشكلة البناء في مجاري المياه الطبيعية وحولها، فيما يمثل انجراف التربة سببا آخر لانسداد قنوات تصريف مياه الأمطار وتراكم السيول والأوحال في المناطق السكنية. وكان ديوان التطهير قد أطلق منذ منتصف شهر ماي الفارط حملة كبيرة على مدى خمسة أشهر لتعهد المجاري والأودية ونظام تصريف المياه. وقالت مصادر من الديوان انه تم تعهد قرابة 8500 كلم من مجاري المياه حتى الفترة الحالية، منها 900 كلم في المدن والقرى المهددة أكثر من غيرها بالفيضانات حيث يمتلك الديوان قرابة 14 ألف كلم من مسالك التطهير. وتتضمن هذه الخطة تطهير 132 كلم من الأودية ومجاري المياه في الولايات التسع المهددة اكثر من غيرها بالفيضانات وهي صفاقس وأريانة ومنوبة وبنزرت وبن عروس ونابل وسوسة والقيروان بالاضافة الى بعض احياء العاصمة. غير ان العديد من المدن الأخرى قد حظيت منذ هذا الصيف ببرامج خاصة لحمايتها من الفيضانات مثل مدينة سيدي بوزيد التي شملها خبراء ديوان التطهير بدراسة أولية لوضع نظام حزامي يحميها من الفيضانات.