تونس الصباح في مثل هذه الفترة من السنة الماضية وحتى السنوات التي سبقتها.. شهدت العاصمة وضواحيها نزول امطار غزيرة غمرت الشوارع والطرقات وتسببت في عديد الاضرار في البنية التحتية وفي بعض المنازل الى جانب ما تسببت فيه من تعطيل كبير لحركة المرور ومن اضطراب واضح في السير العادي للحياة اليومية للمواطنين وبالاخص للموظفين واليوم ونحن في بداية الخريف وعلى ابواب موسم الامطار وخاصة «المطرة الاولى» التي ينتظرها الجميع لتنظيف الشوارع والمجاري والاودية من الاوساخ المتراكمة بها وخاصة فضلات المنازل وفضلات البناء التي يتخلص منها البعض عبر القائها في الاودية ومجاري المياه.. المطلوب هو الاستعداد من الان وقبل ان تفاجأ «امطار الخريف» لتغمر الشوارع وتغطي الارصفة وتختلط مياه الامطار بمياه المجاري وتفيض البالوعات وتكشف مياه الامطار المستور من «ترقيع» في المعبدات ومن مقاولات مغشوشة ومن سوء وغش في العمل.. دور البلديات وديوان التطهير وحتى لا نعيش ما عشناه في السنوات الماضية المطلوب تحرك فوري من جميع البلديات وكذلك ديوان التطهير للقيام بعمليات النظافة وجهر الاودية وتسريح قنوات تصريف المياه وازالة الاتربة والحجارة بصفة وقائية وعدم الاعتماد على مياه الأمطار الاولى لفعل ذلك..لان ما حصل في السنوات الماضية هو أن مياه الامطار الاولى فاقت ما هو متوقع ولم تنجح المجاري والبالوعات في احتواء هذه المياه نظرا لانسدادها. والمطلوب من البلديات مجاراة الاجراءات المتخذة على مستوى الولاية التي قامت في المدة الاخيرة باجتماعات نرجو ان ترقى الى مستوى المتابعة والتطبيق من بقية المسؤولين تم خلالها تشخيص النقاط التي تستوجب التدخل والمطالبة بجهر الاودية والقنوات وتعهد البالوغات بالنظافة والصيانة وكذلك تفقد احتياطي من قبل البلديات وديوان التطهير لمجاري سيلان وتجميع مياه الامطار وتعهد الاحواض الواقية وصيانة محطات الضخ. ويذكر ان اجراءات اتخذت منذ سنة 2003 لحماية ولاية تونس التي تتوفر على 11 وادي من الفيضانات لكن هذه الاجراءات وعلى الرغم من اهميتها ثبت خلال السنوات اللاحقة انها لا تفي بالحاجة رغم ان سبخة السيجومي لم تعد تمثل نفس الخطورة التي كانت تمثلها سابقا بعد ان فاضت مياه السبخة وغمرت عديد الاحياء المجاورة مثل حي هلال وبعض مناطق سيدي حسين السيجومي.