لم تعمّر تجربة أدبية في تونس كتجربة نادي القصّة في الوردية كما لم تعمّر مجلة أدبية كما عمّرت تجربة مجلة «قصص»التي لم تتوقّف عن الصدور منذ تأسيسها في بداية الستينات رغم مرورها ببعض الصعوبات إلاّ أنّها تواصلت رغم كل شيء. ونادي القصّة هو الوحيد في تونس الذي حافظ على جلسات أسبوعية للقراءات القصصية ولنقاشها ومحاضر جلساته تمثّل كنزا أدبيا لا بد أن تمتّد إليه في يوم ما أيادي الباحثين لدراسة تطوّر أشكال الكتابة القصصية في تونس من خلال نادي القصة . هذا النادي الذي يواصل مسيرته بثبات وفي صمت نجح أيضا في تنظيم ملتقى سنوي للقصّة التونسية وتأسيس جائزة للشبّان في القصّة القصيرة وفي المجموعة القصصية توزّع كل عام في المركز الثقافي الدولي بالحمامات على هامش الملتقى السنوي. هذا الإستمرار لم يكن ليتحقّق لولا صدق أعضائه ووفائه للأدب دون بحث عن الشهرة ولا عن النجومية فالمجموعة التي أسّست النادي من الرّاحلين مثل البشير خريف ومحمد العروسي المطوي والجيلاني بالحاج يحيى ورضوان الكوني الذي إلتحق بهم وكذلك سمير العيادي وأبراهيم الأسود أو من أعضاء هيئته الحالية والمحيطين بها وأذكر على سبيل الذكر فقط محمد يحيى وأحمد ممّو وعبدالقادر بالحاج نصر والناصر التومي ويوسف عبدالعاطي ومسعودة أبوبكر ومبروك المنّاعي وغيرهم ممّن لا يتّسع المجال لذكرهم نجحوا في ضمان إستمرارية النادي والأمل في إلتفاف الشبّان حولهم حتّى يحافظوا على إستمرار النّادي حتّى وإن تباينت أساليب الكتابة أو الرؤية الأدبية فالأهم كما قال المرحوم البشير خريف «من يضئ الشمعة «وستبقى شمعة نادي القصّة مضيئة طالما أنّ هيئته وأعضاءه لا يجمعهم إلاّ حب الأدب التونسي وهو ما لم يتوفّر في جمعيات ثقافية أخرى للأسف كانت الأسفار دائما محل خلاف بين أعضائها وبعض الإمتيازات الصغيرة الى جانب عقد النجومية الكاذبة.