بمعتمدية جرجيس لا يخلو حي أو قرية من «فقير» أو «فقيرة» كانت تضاء لها الشموع كل ليلة جمعة، على غرار للاّ مريم وسيدي أحمد الشاوش وسيدي كبير وسيدي امحمد بن عيسى و غيرهم ويمر الناس أمام هؤلاء باحترام وإجلال ويذكرونهم برهبة لما قاموا به من حسنات للمجتمع ولما يمثلون من رمز للانتماء إلى عرق أو قبيلة يبرر ويشرع الأولية على المكان يجمعون الناس حولهم الشيء الذي يجعلهم رمزا مرجعيا يهيكل مميزاتهم العقائدية خوفا من الاندثار، ومن بين الأولياء الصالحين سيدي أحمد الشاوش الواقع مزاره وضريحه بقرية البيبان جنوبي المدينة ب27 كلم وتقول الرواية الشفوية بأن مؤسس عمادة الجدارية هو سيدي أحمد الشاوش الذي يوجد ضريحه بجزيرة البيبان وهذا الرجل معروف بورعه وتقواه وقيامه بحمل الحجاج على متن المراكب إلى طرابلس وهو قبلة للكثير من الزوار إذ أن متساكني بحيرة البيبان هم من أصول جربية وقد نشأ مجتمع بحارة البيبان حول هذا الولي الصالح والمنطقة المقام فيها ضريحه خليط من السكان الجرابة والعكارة والتوازين. وأثناء الزيارة يقوم الزائرون بنحر رأس أو اثنين من المواشي وتوزيعها في شكل صدقات على متساكني المنطقة وتسمى ب«الوعدة» وشهد مقام هذا الولي الصالح عدة إصلاحات تمثلت في إقامة سياج وإنجاز فسقية لحفظ الماء وساحات مبلطة أنجزها أحد متسوغي البحيرة سابقا.