تحتل الولية الصالحة أم الزين الجمالية مكانة متميزة في قلوب كل متساكني مدينة جمال والمدن والقرى المجاورة وجانب هام من سكان مدينتي المهدية وصفاقس الذين يتوافدون لزيارة زاويتها والتبرك بها مساء كل خميس بأعداد وافرة. أبوها ميلاد سعيد توفي وترك معها أخوين: أحمد وسالم تزوجا وتركا بدورهما أولادا وأحفادا، في حين توفيت الولية الصالحة أم الزين التي بقيت على قيد الحياة الى بداية القرن الثالث عشر في عصر الباي حمودة باشا عن غير عقب بما أنها لم تتزوج، وتؤكد كل المصادر ان أم الزين أصيلة مدينة فريانة وتنحدر عائلتها الى أسرة السعائدية التي تنتسب الى الولي الصالح سيدي تليل، وقد رحلت مع أفراد أسرتها الى عاصمة الفاطميين التي لم تطل بها المقام حيث انتقلت الى مدينة جمال بهدف التبرك بالمرابط سيدي فرج الانصاري ونجله سيدي محمد دفين زاوية قنطش القرية المجاورة لجمال ولما استقرت بمدينة جمال ظهرت كراماتها التي عددها الرواة واحدا وعشرين كرامة، فأنس بها السكان وتقربوا اليها وتسابقوا في التبرك بها. اشتهرت بالاستقامة في السلوك ودماثة الاخلاق، كانت ترتدي التخليلة الكموني، عرفت ببية الساحل وبية جمال. وتختلف الروايات حول اسم مشيد الضريح فمنهم من يقول ان القائد جعفر بن خذر هو الذي بنى لها زاويتها اعترفا لها بالجميل بعد ان شفعت له لدى علي باشا الذي ثار على عمه الحسين وخلعه وبعد ان هزم جيشه الذي كان يقوده بن خذر. ومنهم من يؤكد ان مشيد هذه الزاوية هو حمودة باشا الذي هاله ما سمع به من كثرة الوافدين لزيارة أم الزين والتبرك بها فأمر بإحضارها مكبلة بالاغلال والسلاسل، ولما أحضرت دعا الى إلقائها طعاما للأسود. ومن الغد تحول مع الاعيان الى حديقة الحيوانات للتسلي بمشاهدة ما تركته السباع من بقايا جثتها فبهت حين رآها سالمة والليوث جاثمة على ركبتيها، فآمن ببركاتها وأكرم وفادتها وأمر ببناء زاوية لها مع وقف يخصها.