مع افتتاح كل سنة جامعية جديدة تتوجه اهتمامات كل الطلبة الجدد والقدامى الى مسألة السكن، بل ان هذه المسألة تشغل بدرجة أولى عائلات هؤلاء الطلبة. فبعض العاملات تختار ان سنحت لها الظروف «الهجرة» مع ابنها الطالب او ابنتها الطالبة الى المدينة التي توجد بها الكلية او المعهد العالي او المدرسة العليا التي توجها اليها ابنها او ابنتها. وهدف هذه العائلات دون شك هو توفير أفضل الظروف التي تمكن فلذة كبدها من تحقيق النجاح وبالتالي اسعاد كل افراد العائلة. والأكيد ان السكن الجامعي يختلف من مؤسسة جامعية الى أخرى وذلك حسب درجة الاقبال على تلك المؤسسة وكذلك حسب عدد المؤسسات الجامعية في تلك المنطقة او المدينة. فالسكن الجامعي في جربة ربما لا يطرح مشاكل هامة وذلك لوجود مؤسسة جامعية وحيدة وهي المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بمدينة ميدون. ورغم ان هذه المؤسسة تستقطب العديد من الطلبة من خارج جزيرة جربة فإن المبيت الجامعي «أوليس» تمكن من احتضان اغلب الطلبة الذين اختاروا المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بجربة والذين تتوفّر فيهم شروط التمتع بالسكن الجامعي، وهو ما أكده السيد بديع الشاهد مدير المبيت الجامعي «أوليس» مؤكدا انه وخلال السنة الجامعية الجديدة 20102011 تقدم حوالي 317 طالبا وطالبة بمطالب للحصول على سكن بالمبيت الجامعي وهذه المطالب تشمل 84 طالبة و223 طالبا. وقد تحدث السيد بديع الشاهد عن اعتماد عدة مقاييس عند دراسة مختلف مطالب التمتع بالمبيت الجامعي مثل الحالات الانسانية وكذلك مدى مساهمة الطالب او الطالبة في النشاط الثقافي بالمؤسسة. واعتبر ان الطالبات اكثر حظا من الطلبة مشيرا الى أن عدد الطلبة من الذكور يفوق بكثير عدد الطلبة من الإناث بالنسبة للذين تقدموا بمطالب للسكن الجامعي خلال هذه السنة الجامعية الجديدة. وأكد ان كل مطالب الإناث تمت تقريبا الموافقة عليها اما بالنسبة للذكور فإن النيّة تتجه الى قبول ما يزيد عن 100 طالب وهو ما يستوجب على بقية الطلبة الذين لم تحظ مطالبهم بالقبول لغياب الشروط اللازمة سواء كان ذلك للطلبة الجدد او كذلك للطلبة القدامى الذين استوفوا حقهم في السكن الجامعي الاتجاه الى البحث عن سكن خارج المبيت الجامعي. وبما ان المبيتات الخاصة تكاد تكون غير موجودة بجزيرة جربة، فإن هؤلاء الطلبة يضطرون الى كراء مساكن خاصة وما لذلك من ارتفاع المصاريف إضافة الى مصاريف كراء المسكن. كما ان بعض الطالبات يخيّرن السكن الخاص عن السكن الجامعي ربما بحثا عن المزيد من «الحرية» وهروبا من القانون الداخلي للمبيت الجامعي وهروبا من «المراقبة». وعموما فإن السكن الجامعي مازال لم يطرح مشاكل كبيرة بالنسبة الى الطلبة الذين اختاروا جربة، لكن هذه المسألة من المنتظر ان تواجه بعض المشاكل خاصة وأن المدرسة السياحية بجربة أصبحت منذ هذه السنة الدراسية الجديدة تستقطب العديد من الطلبة كما ان الجزيرة أصبحت مرشحة لاحتضان مؤسسات جامعية في المستقبل وهو ما يدعو الى التفكير في بعث مبيتات خاصة قادرة على احتضان الطلبة في ظروف طيبة وبمبالغ كراء مقبولة.