«في دائرة الضوء» هو واحد من البرامج الاجتماعية الهادفة والجريئة الذي يبث على قناة حنبعل... وهو البرنامج الذي كان يحظى بنسبة مشاهدة محترمة عندما كان الزميل عبد الرزاق الشابي يقدمه في فترة من الفترات قبل أن يتسلم المشعل من شقيقه علاء في المسامح كريم الذي انتقل بدوره بنفس مكونات البرنامج وفقراته إلى قناة تونس7 لكن بعنوان مغاير «عندي ما نقلك»... والحقيقة أن النجاح الذي حققه «في دائرة الضوء» في تلك الحقبة الزمنية يعود أساسا بطرحه لقضايا تمس واقع الناس ساعيا في ذلك إلى إيجاد حلول لأغلبها... وهو ما جعل البعض يلتجئ إليه بحثا عن منقذ لمشاكله التي تراكمت وقوبلت باللامبالاة من طرف المسؤولين... لكن تجري الرياح بما لا تشتهيه القناة وقاصدو البرنامج أنفسهم.. فمع مرور الأيام تراجعت نسبة المشاهدة لهذا البرنامج بشكل ملفت وبات أصحاب المشاكل يطاردون السراب في ظل الحلول السطحية والوعود الوهمية وما زاد الطين بلّة غياب الحرفية لدى مقدمة الحصة وانعدام الجرأة في طرحها للأسئلة فبرنامج كهذا يتطلب ذكاء حادا ودقة في المحاورة لأن قضايا الناس لا تحل بالضحكات والمجاملات وما إلى ذلك.. أكدته حلقة الخميس الماضي التي استمعنا فيها إلى صرخة مدوية لامرأة ملتاعة تقطن في بيت «خرب» وآيل للسقوط. ظلت أشهر تنتظر من ينتشلها من واقعها المزري... تعددت شكاواها.. وتعبت قدماها من الذهاب إلى الإدارات المعنية لكنها لم تظفر ولو بكلمة تريحها من عذابها... ويبدو أن السبب في تأخر التدخل لفائدتها هو عرض مشكلتها بإحدى الصحف! وحين اتجهت إلى برنامج «في دائرة الضوء» كان في نيتها الحصول على تطمينات ربما تشعر ببعض الراحة صحبة أفراد عائلتها ويعود إليها استقرارها النفسي بعد لهث وجري دام قرابة العام... لكن! رجعت المسكينة إلى بيتها «الحقير» غير المهيء للسكن... تجر أذيال الخيبة محملة بمسكنات لن تفيدها في شيء... إن برنامج «في دائرة الضوء» بحاجة إلى ضخ دماء جديدة فيه وتجديد روحه حتى لا يفقد قاعدته الجماهيرية التي أسسها عبد الرزاق الشابي ومن ورائه قناة حنبعل... وبالتالي يصبح قاصد البرنامج على علم مسبق بأنه سيجد لا نقول حلا وإنما مساعدة من قبل هذا البرنامج وإن كانت نسبية ثم وهذا الأهم فاختيار الضيوف يجب أن يكون مدروسا وممن تكون لهم الأجوبة المقنعة...