أصيب 3 أطفال بجروح عندما سقط عليهم باب حديقة عمومية في رادس، وقد غادر اثنان منهم المستشفى على عكس الثالث الذي يصارع الموت (حتى عصر أمس) في مستشفى الرابطة بالعاصمة. وفيما تراوح وصف حالة المصاب أحمد (5 سنوات) بين «الحرجة جدا» و«الميؤوس منها» علق والده بالقول: «لم يبق لنا غير الصلاة والتضرع إلى اللّه لأن إرادته ورحمته أقوى من عجز الأطباء». وحسب ما جمعنا من معلومات (من مصادر مختلفة) فإن مجموعة من الأطفال اجتمعت عشية الأحد الماضي على اللعب داخل حديقة عمومية تتوسط مدينة رادس (جنوب العاصمة). لكن بابا حديديا سقط على ثلاثة أطفال والحق بهم إصابات متفاوتة الخطورة. وقد تم نقلهم إلى المستشفى حيث تلقوا الاسعافات الأولية الضرورية وتم السماح لاثنين منهم بالمغادرة على عكس الطفل أحمد الذي فقد الوعي منذ إصابته إلى الآن. «تواصل صيامها» روى لنا سمير الكوكي (والد أحمد) أنه كان في منزله المحاذي للحديقة العمومية عندما علم بما حدث فأسرع إلى مكان الواقعة ونقل ابنه إلى المستشفى حيث اتضحت إصابته بكسر في الجمجمة وآخر في الفخذ. وأعلمنا بأن الإطار الطبي في مستشفى الرابطة أحاط ابنه بالرعاية اللازمة في قسم الانعاش وعمل كل ما في وسعه أملا في انقاذه ثم نفض يديه لأن نوعية الاصابة (على مستوى الجمجمة) وخطورتها حالت دون التدخل الجراحي. «لا أمل (طبيا) في نجاة ابني ولكننا لم نفقد الأمل في رحمة اللّه». لم يفوت سمير الفرصة ليكشف عن معاناته وبقية أفراد أسرته. «أنا ألازم المستشفى أغلب الوقت فيما تواصل زوجتي (أم أحمد) صيامها عن الأكل واكتفاءها بالبكاء والدعاء». «في الوقت البديل» أثارت الواقعة عددا من المواطنين في رادس فقد ألقوا باللائمة على بلدية المكان باعتبارها المسؤولة عن صيانة الحديقة العمومية واتهموها بالاهمال والتقصير بدعوى عدم اتخاذ الحيطة وعدم مراقبة التجهيزات قبل حصول الواقعة. وعلمنا أنهم دخلوا أمس (الأربعاء) في نقاش حاد مع بعض مسؤولي البلدية داخل الحديقة العمومية (حيث جدّت الواقعة) ولم يشفعوا لهم تدخلهم لصيانة التجهيزات بل اعتبروه تدخلا في الوقت البديل وقد تحدثنا الى مسؤول رفيع المستوى في بلدية رادس (رجانا عدم ذكر هويته وصفته) فعبّر عن أسفه الشديد لوقوع الحادث وتعاطفه الشديد مع أحمد وأسرته. واستغل الفرصة لينفي تهمة التقصير وأوضح أنه يتردد شخصيا على الحديقة العمومية المعنية بمعدل 3 مرات في الأسبوع ليراقب مدى وجود أي خلل أو اهمال. وأضاف أن هذه المراقبة لا تعني فحص أبواب الحديقة (الأربعة) للتأكد في كل زيارة من مدى سلامتها. «تخريب» وأشار المسؤول البلدي الى أن تداعي الباب للسقوط قد يكون مرتبطا بعوامل مناخية (في إشارة الى الأمطار والرياح التي سبقت تاريخ الواقعة) وقد تكون أيضا مرتبطة بالتخريب وأوضح في هذا المجال أن بعض الشبان يحاولون أحيانا خلع أبواب الحديقة ليلا ليقيموا فيها جلسات خمرية. ووصف المسؤول الحادثة بالمؤلمة للجميع وأكد أنه زار المصاب في المستشفى مع بعض المسؤولين البلديين الآخرين فتألموا لوضعيته وبكوا لبكاء أسرته. وختم بالدعاء لأحمد بالشفاء العاجل حتى تنتهي محنة أسرته.