جدت وقائع هذه القضية خلال شهر اوت 2008 عندما استقبل مستشفى شارل نيكول بالعاصمة طفلا يحمل اصابات متفرقة بأنحاء جسمه وسرعان ما لفظ انفاسه الاخيرة. وباذن من النيابة العمومية باشر المحققون اجراء تحرياتهم وذلك لتحديد المسؤوليات. وضعية صعبة: كشفت الابحاث في هذه القضية ان الهالك وهو طفل في الثالثة عشرة من عمره يعمل بالسوق البلدية بلاكانيا في بيع الخضر ويساعد والدته التي تعمل بنفس السوق ورغم انه مازال تلميذا فقد خيّر العمل في عطلة الصيف لتوفير مصاريف دراسته وكذلك مساعدة اسرته، وفي يوم الحادثة حصلت مناوشة كلامية بينه وبين شاب اخر يكبره بثلاث سنوات وتطورت المناوشة الى تبادل للعنف وتناهت اصواتهما الى شقيقي خصم الطفل الضحية (وهما شابان الاول ناهز الاربعين والثاني في الثلاثين من عمره) وهبا نحو شقيقهما ومن الجهة المقابلة حضرت والدة الطفل المجني عليه وحاولت مساعدة ابنها ولكن شقيقا خصم ابنها ضرباها بوحشية مما تسبب لها في كسور بيديها واعاقها عن تقديم المساعدة الى فلذة كبدها. واما المجني عليه فقد اصابه خصمه بركلة قوية على بطنه سقط على اثرها واغمي عليه وببلوغ امر ما حدث الى السلطات الامنية حلوا بمكان الحادثة وسارعوا بنقل المصاب الى مستشفى الحبيب ثامر ولكنه توفي، واما والدته فقد نقلت هي الاخرى الى المستشفى. وبايقاف المظنون فيهم اعترفوا بما نسب اليهم وصرح المتهم الرئيسي انه تربطه علاقة صداقة بالمجني عليه الذي يصغره ببضعة اعوام ولكن يوم الحادثة اراد ممازحته ولكن الهالك لم يقبل فنشب خلاف بينهما انتهى الى ما انتهى اليه. وبعد اجراء التحريات افرد المتهم الرئيسي بالتتبع واحيل على الدائرة المختصة بقضايا الاطفال بابتدائية تونس فيما احيل المتهمان الاخران على هيئة المجلس الجنائي بابتدائية تونس وتم تأجيل المحاكمة الى جلسة قادمة.