طبيعي جدا ان يختار الاطار الفني للمنتخب التونسي «خطة» يدافع بها عن نفسه ويبعد بها الخطر الارجنتيني الداهم والساحق والذي ترك «كارت فيزيت» من النوع الرفيع عبر سداسية الافتتاح... وقد اختار معلول والعبيدي «الدفاع» المطلق عبر خطة شبيهة ب(101) هدفها الاول ابعاد الكرة بأي طريقة في انتظار «مفاجأة» الشوط الثاني خاصة انهما أبقيا على الزيتوني والجديدي خارج الميدان... هكذا كانت حساباتنا، لكنها لم تقابل حساباتهم لان الضغط كان ساحقا منذ الدقيقة الاولى الى حدود الاخيرة ولم يكن امام زملاء كريم حقي غير الفرجة وفي أغلب الاحيان ابعاد الكرة بشتى الطرق لتكون «اللعبة» «هجوم ضد دفاع»... وطبيعي جدا ان يفقد بعض اللاعبين تركيزهم خاصة انهم يواجهون فيلقا من السحرة الارجنتينيين كانوا يتبادلون الكرة وكأنهم يتبادلون الكلام، بطريقة مرنة وسهلة وممتنعة... لينتهي «صمود» دفاعنا عند الدقيقة 38 عندما غالط «كارلوس تيفيز» الحارس فاضل بتصويبة رأسية بعد بهتة دفاعية ووقوف خاطئ من كريم حقي. الذين انتظروا رد فعل تونسي سريع كانوا كمن يرد على الريح بالنفخ... لان السيطرة الارجنتينية تواصلت وكأن شيئا لم يكن فكادت شباكنا تهتز ثلاث مرات على الاقل قبل نهاية الشوط الأول. **ملاحظات الخطة التونسية كانت ترسم الى الحفاظ على عذارة الشباك طيلة الشوط الاول و»مفاجأة» الخصم في النصف الثاني للمباراة وكأننا نملك رونالدو او رونالدينهو او روني او حتى «الشيخ دالبيارو»... أول كرة لمسها الحارس الارجنتيني كانت في الدقيقة 21 وبالتالي ندرك المبالغة في الدفاع الذي توخاه منتخبنا ضد منافس كان قادرا على «تكسير» اي دفاع حديدي لما يملكه لاعبوه من فنيات رهيبة ويكفي الاشارة الى ان «المزمّر فيهم» يلعب لفائدة بوكاجونيور... دون الحديث عن الانتر ومانشستر ولاكورونا وغيرها من الاندية العملاقة في حين يلعب صاحب أفضل صفقة عندنا في ناد فرنسي متوسط... حتى لا نقول ضعيفا. دون الدخول في متاهات «السؤال الفارغ» حول سرّ التعويل على صابر الطرابلسي وترك قمامدية في تونس نشير فقط الى أن اللاعب الاول كان طيلة موسم كامل احتياطيا داخل اتحاد المنستير عكس ما ادعاه الاطار الفني بأنه لن يعول على لاعب احتياطي مهما كان فريقه... **ماذا حدث في الشوط الثاني؟ البداية كانت بتغيير طفيف في الخطة حيث آمن الاطار الفني ان المنطق يفرض عليه الخروج من التقوقع المبالغ فيه فكان الانجاز الاول الحصول على ركنية (وما أدراك) كدنا على اثرها نقبل الهدف الثاني بهد هجوم منسق من «دالغادو» تلتها بهتة جماعية انتهت بتصويبة خفيفة بين يدي الحارس «فاضل»، وعلى ذكر هذا الحارس فاننا نقولها صراحة انه لم يقدم اية اضافة ولم يكن افضل من الخلوفي الذي انجز مهمته كأحسن ما يكون خلال التصفيات... النقطة الثانية خلال هذا الشوط تتعلق باقحام الزيتوني والجديدي واللطيفي وخروج كلايتون وتراوي والطرابلسي ورغم ان منتخبنا فرك عينيه بعض الشيء الا انه لم يستطع قطع راحة حارس الارجنتين الذي قضى امسية هادئة جدا... جدا... المنتخب الارجنتيني فعل ما اراد في لقاء الامس ومدربه اقحم نجم برشلونة «سافيولا» (الذي لو كان عندنا لجعلنا له نصبا تذكاريا) الذي كان على موعد مع الشباك بعد دقائق فقط وتحديدا في الدقيقة 72 بعد استعراض كروي من أعلى طراز تابعه لاعبون بأعينهم خاصة على مستوى المحور... **ماذا يفعل هؤلاء؟ بعيدا عن كل تشكيك في قدرات هذا وذاك لاننا في الواقع مقتنعون بأنهم لا يملكون هذه القدرات نسأل عما فعله «القائد» خالد المولهي الذي كان طوال المباراتين يستعرض جسده داخل الملعب وكأنه عارض أزياء... في حين لاحت البهتة على الحارس خالد فاضل وتردد كريم حقي أكثر من اللازم وكان حسين «الراقد» راقدا فعلا... مثلما هو حال الشيخ كلايتون ولم يكن الظهيران العياري والبوسعيدي ليصنعا شيئا وهما اللذان يعتبران من نجوم بطولتنا التعيسة عندما وجدا نفسيهما امام نجوم حقيقيين. **أين لومار؟ أكبر سؤال رافق الاولمبياد يتعلق بغياب المدرب الاول لومار... ولا ندري هل هو مدرب الفريق الاول فقط... أم انه بقي في تونس لتحضير عناصرنا الوطنية ل»المباراة الكبيرة جدا» والودية جدا ضد جنوب افريقيا؟ **هذا هو الحساب بعد الفشل امام استراليا كان حسابنا خاطئا منذ البداية لنتحصل بعد لقاء الامس على نقطة يتيمة ومعدل (2) في حين ان منتخب استراليا منافسنا على المقعد الثاني يملك اربع نقاط وزائد 4 (+4) وفي صورة انهزامه امام الارجنتين في آخر لقاء فاننا مطالبون بسحق منتخب صربيا مونتينغرو بسداسية نظيفة على الاقل... والسلام عليكم.