نجح أعوان الحرس البحري بقرقنة في إحباط عملية عبور الحدود التونسية خلسة في اتجاه أوروبا حاول تنفيذها 14 شابا من مناطق مختلفة من البلاد. المتهمون تتراوح أعمارهم بين ال18 ربيعا و ال35 عاما، بعضهم عاطل عن العمل والبعض الآخر يشتغل في بعض الحرف.. بعضهم من مدن الشمال والبعض الآخر من الوسط والجنوب، ومع ذلك اجتمعوا في أحد الأيام القليلة الفارطة لينفذوا عملية «حرقان» خطط لها «رأس مدبر» من صفاقس . كل تفاصيل العملية ومكوناتها خطط لها المتهم الرئيسي الذي نجح في اقتناء مركب صيد بحري مجهز بمحرك، كما نجح في الحصول على مستحقاته المالية من كل الشبان لقاء إيصالهم بسلام إلى السواحل الجنوبية لأوروبا. بعد أن اكتمل النصاب، كان موعد اللقاء و قد فضل المتهم الرئيسي أن يكون الإقلاع من منطقة «القنطرة» بمنطقة مليتة بقرقنة، كما فضل أن يكون موعد الانطلاق صباحا وأمام العموم حتى يبدو للفضوليين وغير الفضوليين وأعوان الحرس البحري أن العملية لا تعدو ان تكون رحلة بحرية لا تدوم لأكثر من ساعات ينفذها في العادة بعض المصطافين. كل شيء كان على أحسن ما يرام، وبدأ وصول الشبان من مناطقهم السكنية داخل البلاد إلى الجزيرة، وأشاعوا فيما بينهم وبين السكان الأصليين للأرخبيل انهم يرومون القيام بجولة بحرية للاستمتاع ببعض الأسماك الطازجة. دقت ساعة الإقلاع، واشتغل المحرك لينطلق المركب البحري المحمل بالشبان وزادهم لبعض الأمتار فقط، بعد بعض اللحظات فقط، وجد الحارقون أنفسهم وجها لوجه أمام أعوان الحرس البحري الذين طوقوا المكان و أوقفوا كل الشبان على ذمة الأبحاث. التحقيقات لم تدم طويلا، فبعضهم و للوهلة الأولى اعترف بأنه دفع للمتهم الرئيسي مبلغا ماليا فاق الألفي دينار لقاء «رحلة الموت» في اتجاه إيطاليا، وبتواتر الاعترافات تم إيقاف الجميع على ذمة العدالة لتنظر في شأنهم و لسان حال جميعهم يشكر التدخل الأمني الذي لولاه لحصلت لهم مصيبة نظرا للتقلبات الجوية الكبيرة التي شهدتها سواحل قرقنة بعيد إحباط العملية..