نجح أعوان الحرس البحري بالقراطن من جزيرة قرقنة فجر أمس من إحباط محاولة «حرقان» حاول تنفيذها 33 شابا من مناطق مختلفة من البلاد، كما نجح أعوان الفرقة بالتنسيق مع وحدات الحرس البحري بصفاقس في حجز 25 مركب صيد ب «الكيس» و إيقاف كل المتهمين. ويستفاد من خلال المعلومات الأولية التي حصلت عليها «الشروق» أن أعوان الحرس البحري بالقراطن من جزيرة قرقنة وفي إطار مجهوداتهم المبذولة يوميا لحماية سواحلنا البحرية ودورياتهم المتكررة للوقوف صدا منيعا أمام المارقين على القانون، لاحظوا فجرا تحرك مركبي صيد على ظهرهما 33 شابا من أعمار مختلفة. أحوال جوية رديئة ..لكن مستعملو المركبين ليسوا من البحارة، ورغم الأمطار الغزيرة والرياح العاتية والعواصف الهوجاء التي اجتاحت المنطقة في الليلة الفاصلة بين يومي الخميس و الجمعة، فقد فضلوا ركوب البحر بلا موجب، وهو السبب الذي لفت انتباه أعوان الحرس البحري الذين حاولوا التحري في هوياتهم ففهموا أن الشبان لا علاقة تربط بعضهم بالآخر لا من بعيد ولا من قريب، فبعضهم من العاصمة والبعض الآخر من صفاقس و قرقنة و مدن الساحل و الشمال والجنوب و جميعهم لا يحترف مهنة الصيد البحري. بحدسهم الأمني، وخبرتهم في التعامل مع مثل هذه الوضعيات، فهم أعوان الحرس البحري جيدا أنهم أمام 33 شابا يعتزمون اجتياز الحدود خلسة في اتجاه السواحل الجنوبية لأوروبا، وقد اتفق الشبان فيما بينهم استعمال مركبي صيد في بداية «رحلة الموت»، حتى يتواروا قليلا عن الأنظار في عمق البحر ثم يجتمعون على ظهر سفينة واحدة كبيرة الحجم تقلهم جميعا إلى «لامبادوزا». وبفضل مجهودات مضنية تحدت الأمطار القوية و الرياح العاتية والأمواج العالية، أمكن لأعوان الحرس البحري بالقراطن القبض على كل الشبان الذين يخضعون حاليا إلى التحريات اللازمة في شأن الرأس المدبر للمحاولة وطريقة الحصول على السفن المستعملة للإبحار خلسة في اتجاه أوروبا وأضوائها المغرية. 25 مركب صيد بالكيس وتزامنا مع القبض على الجناة الذين نجوا من الموت المحقق نظرا إلى رداءة الأحوال الجوية، نجح أعوان الحرس البحري بالقراطن في الليلة الفاصلة بين أول أمس الخميس وفجر يوم أمس الجمعة وبالتنسيق مع زملائهم بقرقنةوصفاقس من حجز 25 مركب صيد أعدها أصحابها للصيد ب«الكيس» المحظور وطنيا ودوليا. ومن المعلوم أن عملية الصيد بالكيس وبالرغم من خطورتها على ثرواتنا البحرية فإنها تحولت إلى ظاهرة استفحلت في السنوات الأخيرة وتسببت في عديد المشاكل والقضايا المطروحة في المحاكم بعد المواجهات التي حصلت بين بعض «الكياسة» وبعض البحارة الغيورين على ثرواتهم البحرية الوطنية . ولئن نجح أعوان الحرس البحري بكل من قرقنة و صفاقس في التصدي لهذه الظاهرة، فإن طول السواحل التونسية حال دون القبض على كل «الكياسة» الذين غيروا من تخطيطاتهم في الصيد المحظور في الفترة الأخيرة بتعمدهم طمس هويات مراكبهم البحرية. آخر المعلومات التي تحصلت عليها «الشروق» تؤكد اعتراف بعض «الكياسة» بجرمهم مقابل إصرار البعض الآخر على الإنكار، وبين هذا وذاك اتصل بنا صباح يوم أمس بعض البحارة من صفاقسوقرقنة ليرفعوا شكرهم للسلط المعنية على الوقفة الحازمة تجاه المارقين على القانون باستباحتهم نهب ثروات البحر وخيراتنا الوطنية.