عاد رئيس الاكوادور رافائيل كوريا الى القصر الرئاسي أمس عقب تمكّن وحدات من الجيش الاكوادوري من اقتحام المستشفى الذي أحكمت عناصر من الشرطة المحلية المتمردة قبضتها على كوريا فيه وحاصرته لساعات طويلة من الليلة قبل الماضية. وأعلنت الحكومة حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد عقب «انتفاضة» رجال الشرطة ورفضهم الانصياع للأوامر العسكرية. ونظم عناصر الشرطة مظاهرات حاشدة احتجاجا على إجراءات التقشف المعتمدة في البلاد، والتي من المفترض أن تقلّص عددا كبيرا من امتيازاتهم واحتلوا عددا من الثكنات العسكرية وأغلقوا الطرق في مناطق عديدة من البلاد مطالبين الحكومة بإلغاء تلك الاجراءات. تعليق الرحلات الجوية كما سيطروا على مواقع عسكرية هامة ومبنى «الكونغرس» المجلس النيابي ومطار العاصمة كيتو مما أدى الى تعليق الرحلات الجوية من والى «كيتو» واندلاع أعمال نهب وسلب وفوضى بالعاصمة. وعرضت محطات التليفزيون المحلية صورا لرجال الشرطة وهم يضرمون النيران في الاطارات بشوارع العاصمة. وسعى الرئيس «كوريا» الى تهدئة الأجواء عبر زيارته أكبر منشأة عسكرية يحتلها المحتجون الا أن قنبلة مسيلة للدموع سقطت بجانبه أجبرته على مغادرة المكان بعد أن ارتدى قناعا واقيا من الغازات وألقى خطابا حماسيا أكد فيه عدم تراجعه عن مواقفه. واستطاعت قوات من الجيش المحلي إخراج الرئيس من المستشفى الذي تحصّن فيه بعد مواجهات شرسة من عناصر الشرطة المحتجين. جرحى وقتلى وذكر الصليب الأحمر أن شرطيين لقيا مصرعهما في القتال الذي دار حول المستشفى وأصيب 74 آخرون. وظهر الرئيس على شرفة القصر الجمهوري ب«كيتو» حيث ألقى كلمة خاطب فيها الآلاف من مؤيديه الذين احتشدوا في باحة القصر. وعقب المحاولة الانقلابية الفاشلة، أعلن قائد الشرطة الجنرال فريدي مارتينيز استقالته من مهامه. وعزت مصادر مقربة من مارتينيز الاستقالة الى عجزه عن تطويق الأزمة من جذورها وعن بسط سيطرته على العناصر المتمرّدة. وفي تعليقها على «المحاولة الانقلابية الفاشلة»، انتقدت جميع دول أمريكا اللاتينية العملية الانقلابية. ونقلت صحيفة «ألبير يوديكو» الاسبانية عن الرئيس الفينزويلي هوغو شافيز تحذيره للشعب البوليفاري ولدول اتحاد أمريكا اللاتينية من خطورة هذا النوع من الانقلاب على الحكم. وأوضح أن المكالمة الهاتفية الأخيرة التي أجراها مع كوريا أكد خلالها الرئيس الاكوادوري توقعه حدوث انقلاب من قبل سلطات الشرطة الوطنية.