«القناعة كنز لا يفنى»، «إذا دخل الفقر من الباب خرج الحب من الشباك» مقولتان منحوتتان بذاكرة كل فرد عربي فهل مازالت الاولى سارية المفعول؟ وهل تأكدت صحة الثانية؟ وهل يعتقد الشباب في هاتين المقولتين؟ أسئلة طرحتها الشروق على مجموعة من الشباب فخرجت بالشهادات التالية: * وليد : أؤمن بالأولى وأرفض الثانية يبدو وليد قنوعا راضيا بما كتب الله له في هذه الحياة ويؤمن أن القناعة هي أساس الحياة فقد تربى في وسط عائلي معين جعله من المؤمنين بجدوى القناعة ودورها في إضفاء الراحة النفسية على حياة الشخص لذلك فهو لا يشك في صحة مقولة القناعة كنز لا يفنى ويتخذها من المبادئ الاساسية في حياته. أما في مقولة «إذا دخل الفقر من الباب خرج الحب من الشباك» فإنه لا يؤمن بصحتها مستدلا على ذلك بنجاح زواج الفقراء أكثر من الاغنياء مضيفا أن حب الفقير حب حقيقي خال من المصلحة لذلك فهو يصمد أمام كل الهزات والمشاكل الحياتية المختلفة عكس حب الاغنياء المبني على المصالح والحسابات الذي يرتفع بارتفاع أسهم أحد الطرفين وينخفض بانخفاضه. * فتحي: مصداقية غائبة على عكس وليد يكفر فتحي بهذا الشعار الذي يردده البعض مفاده أن القناعة كنز لا يفنى بل انه حريص على الكنز أكثر من القناعة ويبرر رأيه وموقفه بمتطلبات الحياة الكثيرة وهذا التناقض الصارخ الذي أصبح يشهده المجتمع الذي يجعل الفرد لا يكتفي بما لديه بل يسعى الى تحصيل المزيد من المال والثروة وبناء عليه لم تعد للقناعة وجود في حياتنا كأفراد بل وقع إدراجها ضمن الموروثات الشعبية ذات المصداقية الغائبة في عصرنا هذا. وكذلك الشأن بالنسبة لمدى تأثير الفقر على الحب فيرى فتحي أن الفقر يقتل الحب ويجعله في خبر كان بمجرد تحكمه في دفة الحياة ويمضي الى أبعد من ذلك حيث يؤكد أن المصلحة المادية والمال هي العناصر الاساسية المتحكمة في مشاعر الافراد ويختم قائلا إن الحب والفقر ضدان لا يجتمعان أبدا وخاصة في عصرنا الحالي. * وليد : القناعة مهمة والحب قوي ينتصر منذر لمقولة القناعة كنز لا يفنى ويعتبرها من الثوابت التي تربت عليها الاجيال جيلا وراء جيل وظلت محافظة على نبل مقصدها لما تتميز به من شحنة معنوية هامة تقي الافراد من الدخول في دوامة الطمع والجشع علما وأن الانسان إذا كان لا يؤمن بالقناعة فإنه سيظل في جري دائم وراء المزيد من المال والمتاع حتى يفنى عمره دون أن يصل الى الاحساس بالمتعة بما حصل عليه. ويرى أن الفقر هو داء يصيب العديد من الناس ويدخلهم في دوامة من المشاكل التي لا تنتهي لكنه لا يستطيع القضاء على مشاعرهم الجميلة والمرهفة كالاحساس بالحب بل انه يمكن أن يدعمه ويصير أقوى هذا عند بعض الناس أما البعض الآخر الذين يتصفون بالضعف والوهن فإن هذا العدو اللدود للانسان ألا وهو الفقر سيدمر حياتهم بالكامل ويقضي على مشاعر الفرحة بداخلهم. * نبيل : إيمان رجالي وكفر نسائي نبيل يقف موقفا فيه الكثير من التحامل على بنات حواء ويصفهن بأنهن أصبحن ماديات حتى النخاع لا يولين اعتبارا للحب والقناعة بل انهن يرفعن شعارا ينادي بضرورة البحث عن المال لا الحب وخاصة إذا تعلق الامر بالزواج. في حين إن الرجال لايزالون مؤمنين بأن القناعة كنز لا يفنى وأن الحب أقوى من الفقر ولا يمكن أن يئده لان الرجل عندما يحب وهو فقير يكون مقتنعا أن الحب سيساهم في تخفيف وطأة الفقر على حياته. * ناجية المالكي