قدمت مجموعة «لوكوردي لابلانا» (la cor de la Plana) الفرنسية، ليلة أول أمس عرضا موسيقيا تضمن أغاني تقليدية وشعبية لمنطقة أوكسيتانيا، وذلك في اطار الدورة الخامسة لتظاهرة «موسيقات»، التي يحتضنها مركز الموسيقى العربية والمتوسطية، «النجمة الزهراء». عرض هذه المجموعة الموسيقية بالنجمة الزهراء، مثل فرصة للجمهور الحاضر بأعداد محترمة، للاطلاع على ثقافة أخرى مجهولة لديه رغم الاطلاع الكبير على الثقافة الفرنسية، والتي بدت من خلال هذا العرض متعددة المشارب، بل هي مجموعة من الثقافات، الموروثة عبر التاريخ في هذا البلد الاوروبي فمنطقة أوكسيتانيا مختلفة عما هو معهود ومعروف عن الموسيقى الفرنسية، ومن خلال مجموعة «لوكوردي لابلانا»، يتعرف الجمهور على أغاني تقليدية وشعبية لمنطقة أوكسيتانيا الواقعة جنوبفرنسا. ايقاعات شبيهة بايقاعاتنا وقد قدمت مجموعة «لوكوردي لابلانا» أسلوبا مجددا لأداء التراث الموسيقي الاوكسيتاني يقوم على الاندفاعية المطلقة ويقترح مقاربة جديدة لأداء الموسيقى الانشادية، وتتكون هذه المجموعة الموسيقية من جوق رجالي ينتمي كل عناصره الى حي لابلان بمدينة مرسيليا الفرنسية لا يتعدى عددهم 7 أفراد (2 كورال و5 فنانين عازفين). هذه المجموعة، قدمت في عرضها قراءة للتراث الشعبي الاكوستاني بالاعتماد على تقنيات تعدد الاصوات وباعتماد ايقاعات شبيهة بالايقاعات التونسية حيث يستحضر المتفرج على عرض هذه المجموعة «العيساوية» في بلادنا للتشابه الكبير في الايقاع، وتعتمد هذه المجموعة في ايقاعاتها على آلة «البندير» المعروفة في بلادنا جيدا، وعلى التصفيق أحيانا. اللغة الاكوسيتانية مجموعة «لوكوردي لابلانا»، عرفت الجمهور على ثقافة أخرى ولغة أخرى هي لغة وثقافة خاصة بمنطقة أوكسيتانيا، فاللغة الاكوسيتانية، ليست شبيهة باللغة الفرنسية، بقدر قربها، حسبما استمعنا اليه من اللغة الاسبانية كما تجدر الاشارة الى أن هذه اللغة (الاوكسيتانية) كانت في الماضي اللغة الرئيسية المحكية في مدينة مرسيليا، قبل طغيان اللغة الفرنسية لكن المجموعة الموسيقية التي أثثت سهرة يوم أمس الاول بفضاء «النجمة الزهراء» حافظت على التقاليد الموسيقية والثقافية لمنطقة أوكسيتانيا، وهي في حد ذاتها أدوات ثمينة من أدوات التبادل الثقافي وثرائه.