كشف باحثون ومحللون إسرائيليون أن قادة إسرائيل بحثوا خلال حرب أكتوبر عام 1973 في إمكانية شن هجوم ساحق على سوريا يتم فيه استخدام سلاح نووي بهدف تغيير وجه الحرب ومنع ما وصفه وزير الحرب الإسرائيلي حينها موشيه ديان بخراب الهيكل الثالث. وورد في بروتوكولات اجتماعات قادة إسرائيل في الأيام الأربعة الأولى للحرب التي تم كشفها هذا الأسبوع تناولتها الصحف الإسرائيلية أن رئيسة حكومة إسرائيل غولدا مائير تحدثت في اجتماع في يوم 9 أكتوبر، أي في اليوم الرابع للحرب، أن لديها (فكرة جنونية) وذلك في سياق اقتراح بشن هجوم جوي ووسائل إستراتيجية على العاصمة السورية دمشق. وكتب محلل الشؤون الإستراتيجية والمخابراتية في صحيفة «هآرتس» يوسي ميلمان أمس انه بالإمكان التقدير أن الوسائل التي تم الحديث عنها هي السلاح النووي المنسوب لإسرائيل. ولفت ميلمان إلى أنه في يوم الثلاثاء 9 أكتوبر من عام 1973 عقد اجتماع في مكتب مائير في أعقاب فشل القوات الإسرائيلية في شن هجوم مضاد على الجبهة المصرية من أجل صد الجيش المصري ومنع تقدمه أكثر من منطقة قناة السويس. وأشار ميلمان إلى أن الأجواء في الاجتماع كانت كئيبة فمخزون الذخيرة والأسلحة لدى الجيش الإسرائيلي بدأ ينفد والخسائر البشرية كبيرة والمشاعر صعبة للغاية. وفي هذه الأجواء قالت مائير إن لديها (فكرة جنونية)، ويعتقد البعض أنها قصدت بذلك السفر سرا وحتى دون إبلاغ وزرائها إلى الولاياتالمتحدة للقاء الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون لإطلاعه على الوضع الصعب الذي تواجهه إسرائيل، وقد وافق ديان على الفكرة لكن لم يتم تنفيذها بعد ذلك. وتساءل ميلمان: هل الفكرة الجنونية متعلقة بإلحاق ضربة بالغة القوة ضد سوريا؟.. يبدو أن هذا ليس معزولا أبدا عن سياق المداولات حينها. وأضاف إنه في اجتماع آخر، ووفقا لشهادة حانا زيمر محررة صحيفة (دافار) الإسرائيلية، التي توقفت عن الصدور في منتصف التسعينات من القرن الماضي، تحدث ديان عن (خراب الهيكل الثالث) في إشارة إلى أن إسرائيل تواجه خطر الفناء. وتابع ميلمان أنه وفقا لتقارير أجنبية فإن إسرائيل وضعت مخزون سلاحها النووي في حالة تأهب وحتى أنها بحثت في استخدامه كحل أخير ولكونه (سلاح يوم الدين). وكتب أن بناء مفاعل ديمونا النووي انتهى في عام 1960 ووفقا للتقارير الأجنبية فإنه كان بحوزة إسرائيل عند نشوب حرب أكتوبر بضع عشرات القنابل النووية وكان لديها وسائل لإطلاقها أيضا، مثل طائرات مقاتلة فرنسية من طراز (ميراج) وطائرات أمريكية من طراز (فانتوم) وصواريخ (يريحو) التي اشترتها إسرائيل من فرنسا وأدخلت عليها تحسينات. ويؤكد ميلمان أن هذه ليست المرة الوحيدة التي بحث فيها قادة إسرائيل إمكانية استخدام السلاح النووي.