يتحوّل الشارع الرئيسي لمنطقة «البلد» وأنهجها وممراتها الفرعية إلى ما يشبه المستنقعات والبرك تحيط بها الأوحال من كل جانب كلما نزلت الأمطار والحال ليس غريبا على هذه المنطقة علما أن هذا الحي الكبير والعريق والذي يعد من أقدم الأحياء في مدينة قابس يعاني منذ عقد من الزمن إهمالا غير مبرّر بالمرة خصوصا أن شارع البلد الرئيسي يعد طريقا مهما للغاية كونه يربط أحياء شمال قابس خصوصا الأحياء الممتدة على الشارع الرئيسي الصادق لسود وحتى شاطئ السلام المكتظ بالإضافة إلى كونه الممر المؤدي إلى سوق الجملة المركزي للخضر والغلال والمسلخ البلدي واللذين يعدان من أهم ركائز الاقتصاد بالولاية. ولا يخفى على أحد من أهالي المنطقة أن هذا الشارع يعد كذلك من الطرقات المؤدية إلى المنطقة الصناعية بقابس. هذا الطريق الاستراتيجي والحيوي الذي يصل شمال المدينة بقلبها أصبح ممرّا صخريا رغم أن البلدية تتفقده من حين لآخر بالصيانة الجزئية «الترقيعية» على سبيل تعبيد أجزاء منه بالخرسانة العادية بعد أن تصبح حفرة غائرة في العمق إلا أن ذلك لم يعالج الحالة المزرية لهذا الطريق المهم جدا والذي تمتد على جانبيه عشرات المغازات والمحلات والورشات الحرفية والتي يُصبح محيطها غير صحي بالمرة خصوصا لانبعاث الروائح مع تسرب مياه قنوات الصرف الصحي نتيجة تراكم الأتربة داخلها وكثرة تعطلها مع نزول المطر. «الشروق» استقصت آراء أهالي البلد الذين عبّروا عن استيائهم الشديد من هذا الإهمال الذي طال أمده خصوصا أن طرقا فرعية لا تكتسي أهمية هذا الشارع الرئيسي داخل المدينة تم تعبيدها بالخرسانة الإسفلتية والأدهى من ذلك أن مشروع تعبيد الطريق الرئيسي الممتدة من «البلد» وصولا إلى شاطئ السلام توقفت الأشغال فيه منذ أواخر سنة 2003 تقريبا إلى حد نهاية طريق الصادق لسود عند نقطة الالتقاء مع البلد وهو ما لم يجد له المواطن تفسيرا مقنعا بالرغم من التبريرات التي تسوقها البلدية في تقسيم الأشغال المتعلقة بها.