واصل «المؤتمر الوطني العراقي» أمس مساعيه لاقناع الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر بسحب مقاتلي جيش المهدي من مرقد الامام علي رضي اللّه عنه وتحويل الجيش إلى حزب سياسي. لكن المهمة التي يجرى في النجف تنفيذ جزء منها بقوة السلاح تبدو مستحيلة بما أن الصدر يريد مفاوضات للانسحاب من مرقد الامام علي بينما يفترض أن يكون تحوّل «الميليشيا إلى حزب سياسي نتيجة لهذه المفاوضات وليس شرطا مسبقا وضربة بداية لها. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن متحدث باسم مقتدى الصدر قوله ان انسحاب جيش المهدي من النجف من اختصاص المرجعية الشيعية وحدها وإن نزع أسلحة جيش المهدي أو حلّه لا يمكن أن يكون إلا نتيجة لعملية تفاوضية، مستبعدا ان تدجين مسبق أو ترويض للصدر وأنصاره. مهمة مستحيلة وفي تدخله أمام المؤتمر الوطني العراقي الذي انطلقت أشغاله أمس الأول بحضور نحو ألف «مندوب سياسي» قال الشيخ حسين الصدر وهو رجل ديني شيعي من بغداد وأحد أفراد عائلة الصدر إن هناك ضوابط صارمة في الدول المتحضرة ومنها عدم وجود أي مكان للميليشيات. ويرأس الصدر ما يسمى بلجنة المصالحة في المؤتمر الوطني العراقي. وأضاف الصدر ذاته قوله: «يجب علينا أن نتعاون من أجل اقناع مقتدى الصدر والاخوة الأعزاء في جيش المهدي بتحويل (الميليشيا) إلى حزب سياسي أو منظمة. وتابع الشيخ الصدر قوله أمام المشاركين في المؤتمر إنه يقترح توجيه نداء عاجل إلى مقتدى الصدر كما حصل أمس الأول حين تم توجيه نداء إلى الحكومة العراقية. وأكد أنه يجب تحضير قرار في ثلاث نقاط يمكن أن يحظى بموافقة الجميع موضحا ان هذه النقاط هي: أولا انسحاب جيش المهدي من مرقد الامام علي ثم تسليم أسلحته وأخيرا تحويل جيش المهدي إلى حزب سياسي. واقترح الشيخ حسين الصدر ارسال بعثة موسعة إلى أقصى حد إلى الصدر لاقناعه بهذه المقترحات. وتمت المصادقة على القرار بطريقة رفع الأيدي لكن بعض المقربين من مقتدى الصدر احتجوا على الطريقة المعتمدة للتصويت وقام أحدهم بمغادرة قاعة الاجتماع. القرار للمرجعية الشيعية وفي تصريحات للصحافة قال الشيخ حسين الصدر انه التقى أمس الأول مع وفد يمثل المؤتمر الوطني العراقي، رئيس الوزراء المعيّن إياد علاوي مشيرا إلى أن أجوبة هذا الأخير كانت ايجابية للغاية. ولاحظ الشيخ الصدر أنه حصل على ضمانات بعدم بدء أية تتبعات بحق مقتدى الصدر أو أنصاره إذا ما انسحب مقاتلو جيش المهدي من مرقد الامام علي. وأضاف الشيخ الصدر قوله: نحن والحكومة العراقية نريد حقا أن يشارك مقتدى الصدر وتياره وأنصاره في العملية السياسية الجارية في العراق مشيرا إلى أنه متفائل بهذا الشأن لأنه سمع أن الصدر مستعد لاستقبال وفد المؤتمر. وقال الشيخ أيضا إنه يتمنى أن يردّ مقتدى الصدر بالايجاب على نداء المؤتمر فيسحب قواته من مرقد الامام علي ويحول جيش المهدي إلى حزب سياسي. لكن أحد المتحدثين باسم مقتدى الصدر أقر هو الآخر بأن الانسحاب من مرقد الامام علي أمر يعود إلى المرجعية الشيعية وتحديدا إلى علي السيستاني الموجود في لندن للعلاج وكاظم الحائري أستاذ الصدر الموجود في مدينة «قم» الايرانية. وذكر المتحدث بوجوب اعادة مدينة النجف إلى المرجعية التي يعود إليها القرار حول مستقبل المدينة قائلا: «إذا طلبت المرجعية منّا أن ننسحب من المدينة فإننا سنفعل ذلك». لكن الحكومة العراقية كانت أكدت بدورها أن انسحاب المسلحين من كافة المدن العراقية من اختصاصها وليس من اختصاص أية سلطات محلية سواء كانت دينية أو غيرها. ويذكر ان المؤتمر الوطني العراقي عقد بتنسيق بين سلطات الاحتلال والحكومة المؤقتة المعينة لاختيار ما يقارب 100 شخصية تشكل ما يسمى بالمجلس الوطني.