تجددت امس المعارك بين انصار الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر والقوات الامريكية في النجف بينما ارسل مسؤولون امريكيون تعزيزات اضافية استعدادا لشن هجوم قد يكون وشيكا على المدينة. وفي ما وصل امس اعضاء من المؤتمر الوطني العراقي للتفاوض مع الصدر هددت الشرطة العراقية من جانبها باقتحام ضريح الإمام علي في حال رفض جيش المهدي الانسحاب منه على حد قولها. وقد استمر امس الوضع متفجرا في مدينة النجف لليوم ال 13 على التوالي وجرت معارك منقطعة بين القوات الامريكية المدعومة بالشرطة العراقية وجيش المهدي. معارك وتعزيزات... وتهديدات وذكرت مصادر صحفية ان المعارك استؤنفت من جديد صباح امس بالقرب من ضريح الإمام علي وسط مدينة النجف. وقالت المصادر ان هذه المعارك التي استمرت عدة ساعات اطلقت خلالها القوات الامريكية عدة قذائف سقطت بالقرب من المدخل الشرقي للمدينة. وحسب عناصر في جيش المهدي فإن اربع دبابات كانت مرابطة في المقبرة فتحت النار بكثافة في اتجاه انصار الصدر مما خلف عددا من الاصابات في صفوفهم. وقال طبيب في عيادة الضريح ان ثمانية مقاتلين اصيبوا بجروح خلال المواجهات التي جرت الليلة قبل الماضية. وقد اكدت عناصر في جيش المهدي من جانبها انها تمكنت خلال هذه المواجهات من اعطاب عدد من الآليات الامريكية والحقت خسائر فادحة في صفوف القوات الامريكية والشرطة العراقية التي تدعمها. لكن قوات الاحتلال لم تعترف الا بهجوم نفذته عناصر من جيش المهدي ضد آليتين تابعتين للقوات البريطانية في الناصرية واقرّت بإصابة ثلاثة جنود ايطاليين في هذا الهجوم. وحذّرت مصادر في هذا الصدد من ان استمرار المعارك المتقطعة بين انصار الصدر والقوات الامريكية قد ينبئ بمزيد من التصعيد في المدينة. وتحدثت مصادر صحفية امس عن ان «هجوما كبيرا» على النجف قد بات وشيكا على ما يبدو خصوصا بعد التعزيزات التي ارسلتها القوات الامريكية الى المدينة... وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية ان الهجوم قد بات وشيكا الآن على ميليشيا الصدر. وهدّد مسؤول الشرطة العراقية في مدينة النجف امس باقتحام ضريح الإمام علي اذا ما رفضت ميليشيا الصدر الانسحاب منه، حسب قوله وقال غالب الجزائري، حتى وان كانت هناك مفاوضات على عناصر جيش المهدي القاء اسلحتهم ومغادرة المدينة كلها وليس الصحن الحيدري فحسب. وأضاف: سنقتحم الصحن الحيدري ونقتل كل واحد منهم اذا لم يلقوا اسلحتهم ويغادروا ضريح الإمام علي. وتابع قائلا: ان ما آمله حقا هو ان يلقوا اسلحتهم ويغادروا.. لأن مهاجمة المرقد ليست الخيار الافضل.. ولكن اذا لم يغادروا فسنقتحم المرقد ونستعيده. وساطة... ل «ترويض الصدر» وجاءت تهديدات المسؤول العراقي هذه في الوقت الذي وصل فيها اعضاء مما يسمى ب «المؤتمر الوطني العراقي» للتفاوض مع الصدر ولمطالبته بانسحاب انصاره من مرقد الإمام علي. وصرّح حسين الصدر، صاحب المبادرة الذي وصل الى النجف على متن طائرة امريكية ضمن وفد يضم 8 أشخاص بأن المبادرة هي «مبادرة سلام». قائلا لن نذهب للتفاوض او فرض شروط على الصدر. وتابع: ان الوفد سيقوم بايصال رسالة صادرة عن المؤتمر الوطني العراقي الذي يرغب في تحويل ميليشيا جيش المهدي الى منظمة سياسية واخلاء الصحن الحيدري ودعوة مقتدى الصدر وانصاره الى المشاركة في العملية السياسية بالبلاد. ومن جهته قال صباح كاظم، المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية انه في حال عدم قبولهم بهذه الوساطة فإنه لن يكون بمقدورنا الحديث عن شيء آخر. وكانت الحكومة العراقية من جانبها قد رفضت توفير الحماية لوفد الوساطة المفاوض مع الصدر.