تنتهي في الايام القليلة القادمة بجامعة الطيران والتكنولوجيا (UNAT) أشغال تركيز محاكي (Simulateur) طائرة «بوينغ 737 NG» هو الأول من نوعه في تونس وإفريقيا وسيقع استغلاله لتدريب خريجي مدارس الطيران الحاصلين على إجازة طيار محترف وأيضا لرسكلة الطيارين المشتغلين بمختلف شركات الطيران. وحسب ما ذكره السيد عبد الرزاق بن عمارة باعث جامعة الطيران والتكنولوجيا وأكاديمية الطيران، فإن هذا المحاكي سيمكن من تقديم تدريب عال للطيارين باعتبار انه يعدّ من آخر الابتكارات في هذا المجال وباعتبار أهمية طائرة «بوينغ 737 NG» المستعملة بكثرة من قبل الناقلات الجوية في مختلف أنحاء العالم.. كما انه سيمكن من تجنّب المتدربين عناء التنقل الى الخارج حيث كانت تجرى هذه التدريبات بالعملة الصعبة وبتكاليف مرتفعة كما سيمكن من استقطاب الطيارين الأجانب. شباب انطلق التحضير لتركيز هذا المحاكي في جامعة الطيران والتكنولوجيا منذ سنتين وذلك عن طريق مجموعة من الطلبة الذين درسوا بالجامعة في اختصاص «مهندس صيانة الطائرات» وبلغوا الآن السنة الخامسة. وقد تنقل هؤلاء الطلبة الى ألمانيا وتلقوا تكوينا خاصا في الغرض ثم باشروا بالتعاون مع طاقم مهندسين ألمانيين أشغال التركيب والاختبارات بعد ان وقع جلب مختلف التجهيزات وقطع الغيار من ألمانيا... وهذا ما يؤكد حسب ما ذكره السيد عبد الرزاق بن عمارة أهمية المراهنة على الشباب التونسي الذي ما إن تتاح له الفرصة للإبداع والابتكار والمبادرة حتى ينجح في المهمة بامتياز. غرفة قيادة المحاكي المذكور هو عبارة عن غرفة قيادة حقيقية لطائرة بوينغ 737 حيث تتوفّر به كل التجهيزات المستعملة بلا استثناء ويجعل المتدرب يعيش عبر جهاز الشاشة المركز أمامه (وهو من النوع المتطوّر للغاية) أجواء الطيران الحقيقي حيث يشعر فعلا بالطيران والتحليق في الفضاء وفوق المدن والهبوط في كل مطارات العالم. كما يتيح هذا المحاكي للمتدرب فرصة معايشة أصعب اللحظات وخاصة عند حصول عطب ما في الطائرة، من ذلك مثلا عطب في أحد محركي الطائرة وهو أخطر ما يمكن ان يعيشه الطيار فضلا عن أعطاب لا تقل خطورة مثل عطب العجلات والكوارث الجوية وغيرها... وطبعا ستكون معايشة كل هذا في طائرة بوينغ 737 أفضل تدريب للطيار بما ان هذه الطائرة هي من الحجم الكبير والمتطوّر. تكلفة بلغت تكلفة هذا المحاكي حسب عبد الرزاق بن عمارة حوالي 380 ألف دينار... ومن المنتظر ان يتم الشروع في العمل به أواخر شهر أكتوبر الجاري ليتحقق بذلك مشروع رائد في المجال في انتظار دعمه بمشاريع أخرى على حد قول المتحدث مثل محاكي «آرباص 320» الذي سيتم الشروع في تركيزه قريبا وسيكون صالحا لتدريب المضيفين والمضيفات وكأنهم داخل طائرة حقيقية. وللإشارة فإن جامعة الطيران والتكنولوجيا تم بعثها سنة 2003 وهي الجامعة الخاصة الأولى بتونس في مجال الطيران وميكانيك وصيانة الطائرات وتكوين الطيارين والمضيفين والمضيفات.