وصل المنتخب الوطني الى نقطة اللاعودة في إطار التصفيات المؤهلة لتصفيات كأس افريقيا... باقي المشوار يلوح معقّدا بالنظر الى نتائج البداية التي وصفت بالكارثية حيث نجح منتخبنا في جمع أربع نقاط فقط من ثلاث مباريات من دون إقناع، ما أفضى الى تراكم المشاكل التي طالت اللاعبين والمكتب الجامعي. أما الضحية فستحدد بعد مباراة اليوم إذا كانت النتيجة سلبية وعلى الارجح أنها ستكون الاطار الفني... بعيدا عن كل هذا سنفتح جميعنا اليوم صفحة جديدة في علاقتنا بالمنتخب الذي هو منا وهذا ما يسكن داخل كل تونسي يتمنى أن يكون لقاء الطوغو اللبنة الاولى لتأسيس مرحلة جديدة في علاقته بفريقه الوطني... من جهة أخرى، وبخصوص الجوانب الفنية، حاورت «الشروق» عددا من قدماء اللاعبين في المنتخب الوطني لعبوا لفترات مختلفة للحديث عن هذا اللقاء الحاسم: رياض البوعزيزي: مباراة الصلح والفوز ليس صعب المنال المباراة ستكون مفصلية في هذه المرحلة الجديدة التي يمر بها المنتخب الوطني وأول نقطة سيفكر فيها اللاعبون هي إعادة الاعتبار لأنفسهم أولا ومصالحة جماهيرهم فالمنتخب التونسي فقد الكثير من سمعته ومكانته الكروية المحترمة على الصعيدين الافريقي والعربي وهذه نقطة يجب على كل لاعب التفكير فيها. بالنسبة للخصم، يبقى صعبا لأنه فقط يلعب على أرضه وفي حاجة ماسة لنقاط المباراة لكن فنيا ليس من الصعب على منتخبنا انتزاع الفوز فعندما ننظر الى المجموعة التي يتوفر عليها منتخبنا حاليا نستنتج أن القيمة الفنية موجودة بالنسبة للافراد أو بالنسبة للفريق كمجموعة في وجود الذوادي والدراجي والشرميطي وغيرهم من أصحاب المهارات. كل الاجواء كانت ملائمة لكن فقط أعتقد أن الحديث عن إقالة المدرب قبل هذه المباراة كان أمرا سابقا لأوانه لأن ترميم المعنويات مهم في هذه المرحلة الحساسة لكن أتمنى أن يستثمر الاطار الفني واللاعبون ذلك إيجابيا في محاولة لقلب كل التوقعات. حاتم الطرابلسي: الانتصار ضروري الانتصار في هذه المباراة أصبح أمرا حتميا بالنسبة لعناصرنا الوطنية. فمهما كانت الطريقة ومهما كان الاداء نحن في حاجة الى نقاط المباراة كاملة حتى نبقى في دائرة المنافسة فمن غير المعقول أن يصبح المنتخب التونسي يعاني لمجرد ضمان تأهله لكأس افريقيا في الوقت الذي يجب أن يكون فيه هذا الامر من تحصيل الحاصل. الكرة بين أقدام اللاعبين وما عليهم إلا إثبات أنهم في مستوى ثقة الجميع ويكذّبون كل الاقاويل التي طالتهم ويؤكدون أنهم فنيا يملكون مقومات الفريق القوي وهذا ما نعتقده جميعا لأن المنتخب حاليا يضم أفضل اللاعبين الذين نملكهم. النقطة الوحيدة التي تقلقني شخصيا تتعلق بخط الدفاع الذي يقبل أهدافا باستمرار ونحن مطالبون اليوم بالتسجيل وتجنب قبول الاهداف حتى لا تصعب المهمة ولايجب أن يتعلل البعض بغياب كريم حڤي فالمنتخب لا يتوقف على أي لاعب مهما بلغت درجة تأثيره وبالتالي علينا الانتباه في الدفاع ومحاولة استغلال اندفاع المنافس الذي سيبحث بدوره على الانتصار وهذه نقطة ستصب في صالح اعتمادنا على مهاجمين يتميزون بالسرعة لاحداث الفارق مثل عصام جمعة وفهيد بن خلف الله. المختار ذويب: عزيمة اللاعبين ستكون حاسمة شعار مباراة اليوم هو ممنوع الهزيمة إذا كان فريقنا الوطني بكامل مكوناته يسعى لبناء مرحلة جديدة وتجنب سلسلة الاخفاقات الماضية. فنيا قد لا تتاح للمدرب الفرصة لاضافة أشياء كثيرة لأن الفوز يمر بالاساس عبر عزيمة اللاعبين وإرادتهم في تسجيل ردة فعل إيجابية تحسب لهم... لن نتحدث فنيا كثيرا لأن المدرب فعل كل ما في وسعه لاعادة ترميم البيت بضمّه للعناصر الاكثر جاهزية في الوقت الحالي في حين أن الاحساس بالمسؤولية سيحدد بدرجة كبيرة حظوظ عناصرنا في الفوز... في اعتقادي الشخصي قد يكون من الافضل منح الفرصة للشبان في هذه المباراة لأنهم سيكونون حتما أكثر رغبة في إثبات الذات وأكثر اندفاعا وشراسة وهذه نقطة أخرى على الاطار الفني أن يحسن استغلالها... كل هذا سيكون في إطار الاحترام الكبير للمنافس فمنتخب الطوغو أصبح من المنتخبات المتطورة في افريقيا ورغبته في الخروج بالفوز سيجعل منه منتخبا صعب المراس على أرضه. محسن الجندوبي: مباراة اللاعبين المحليين استعادة الهيبة المفقودة بالنسبة للكرة التونسية يمر أساسا عبر مباراة اليوم بهدف فتح صفحة جديدة وتجنب الدخول في أزمة حقيقية ستصطدم بها إذا ما حدثت نتيجة سلبية في هذا اللقاء. التشكيلة الحالية للمنتخب تضم عددا محترما من اللاعبين المحليين والفرصة متاحة أمامهم لاعادة منتخبهم الى الواجهة اذا ما منحهم المدرب فرصتهم كاملة، فهناك بعض المحترفين الذين يأتون للمنتخب من أجل تسجيل مشاركة دولية في سجلهم، فنحن لسنا في حاجة الى مثل هؤلاء بل نحتاج لمن يلعب لأجل تونس فقط... لاعبو الهجوم والوسط قادرون على صنع الفارق في مباراة اليوم مستغلين اندفاع المنافس وضعف خط دفاعه، ولكن مشكلتنا في دفاعنا الذي يقبل أهدافا باستمرار وهنا أعتقد أن الثنائي المتكون من السويسي وعمار الجمل هو الاجدر بقيادة دفاع المنتخب. فالاول يجب أن يتواجد في خطة مدافع متأخر لانه لا يرتبك في قطع الكرات، أما الجمل فيتقن المحاصرة الفردية الى جانب الروح العالية التي يتميز بها وهي نقاط يجب استغلالها لبناء ثنائي في المحور يقودان دفاع المنتخب في السنوات القادمة. علي بومنيجل: المنافس في المتناول... وقلة خبرة الحرّاس سلاح ذو حدّين بعد مباراة المالاوي المخيبة للآمال ستتاح أمام اللاعبين فرصة جديدة لاثبات وجودهم وجدارتهم بالانتماء للمنتخب، بالتالي فإن الفوز اليوم سيتعلق بهمة اللاعبين وإرادتهم القوية أكثر من الامور الفنية، لأن الظروف الافريقية قد تسقط كل هذه الحسابات في الماء. الفوز على الطوغو ليس إنجازا صعبا لأن المشكلة الآن في منتخبنا وليس في المنافس فنحن نضيع أهدافا سهلة ونقبل أهدافا ساذجة عن طريق أخطاء فردية وعلى المدرب إصلاح هذا الخلل ليحقق التوازن بين الدفاع والهجوم لذلك فإن مفتاح الفوز هو الحذر الدفاعي وتجسيم كل الفرص المتاحة. بالنسبة لحراسة المرمى سأتحدث عن الحارس المحتمل ليلعب كأساسي (قد يكون وسيم نوارة) فهو يتوفر على إمكانات محترمة جدا جعلته يكون أساسيا في فريقه وشخصيا أعرفه جيدا ولكن يجب أن نعترف بصعوبة المهمة بالنظر الى نقص الخبرة والضغط الاعلامي وضغط النتيجة لذلك قد تكبر المباراة في ذهن الحارس لكن ذلك سيكون سلاحا ذا حدين فإما أن يرتبك ويرتكب أخطاء فادحة أو سيدخل في أجواء اللقاء بقوة ويحاول إثبات الذات واقتلاع مكانه كأساسي منذ هذه الفرصة وأنا أتوقع أن يكون الاحتمال الثاني هو الاقرب. خالد بدرة: مباراة الرجال... وعصام جمعة من وجهة نظري الشخصية الفوز في مباراة اليوم يبقى في متناول المنتخب الوطني بالرغم من صعوبة المهمة وهي حقيقة يعلمها الجميع... الامور الفنية والخطط التكتيكية قد لا تكون حاسمة بدرجة كبيرة في المباراة لأن عزيمة اللاعبين هي التي ستصنع الفارق في ظل ظروف اللقاءات الافريقية التي نعلم جميعا ما تتطلبه من رباطة جأش من شيم «الرجال» فعليهم التفكير في بلدهم قبل كل شيء. فنيا انتهت الاعذار السابقة المتعلقة بقلة الانسجام والنقص في التحضيرات وأصبح المدرب يملك فكرة شاملة على المجموعة وما عليه سوى حسن توظيف اللاعبين حسب مراكزهم المناسبة وأتمنى أن يستغل سرعة الشرميطي في الهجومات المعاكسة وخاصة عصام جمعة، فهذه المباراة ستمثل فرصة أمامه لاثبات جدارته باللعب في المنتخب وقيادة خط هجومه في السنوات الاخيرة فلا يمكن أن نشك أبدا في القيمة الفنية لهذا اللاعب «المقاتل» الذي لا يعرف معنى اليأس فقط ننتظر منه تأكيد كلامنا هذا.