بكل المقاييس تعتبر مباراة المنتخب التونسي أمام نظيره الطوغولي مصيرية على أكثر من صعيد ولا تحتمل القسمة على اثنين بالنسبة الى المنتخبين لأن الفوز فقط يحافظ على آمالهما في الترشح الى نهائيات كأس افريقيا 2012 اضافة الى هذا العامل فإن منتخبنا مطالب بالفوز لاستعادة هيبتنا الكروية التي اضاعها مارشان وأبناؤه بكل استهتار. دخل المنتخب التونسي الشوط الأول بكل قوة بسبب الضغط النفسي الذي سلط على اللاعبين والاطار الفني لتدارك العثرات الاخيرة خاصة منها التعادل أمام المالاوي في رادس بالذات والذي قطع أواصر التواصل بين المنتخب وجماهيره. مجموعات غير منسقة لعب المنتخب التونسي بنفس هجومي واضح من خلال اللاعبين المعتمدين في التشكيلة اذ أقحم مارشان مهاجمين صريحين هما عصام جمعة والعلاقي ولاعبين في التنشيط الهجومي هما فهيد بن خلف الله والذوادي الا أن هذه التركيبة لم تمنح لهجومات منتخبنا الخطورة اللازمة ولم تحقق الغاية من اعتمادها اذ غابت الهجومات المنسقة وعوضتها الهجمات الارتجالية المعتمدة على التمريرات الطويلة التي يبطل مفعولها بكل يسر المدافعون الطوغوليون الذين يتمتعون بقامات فارهة كان على لاعبينا أخذها في الاعتبار وتجنب التمريرات العالية في العمق التي أحدثت بعض الخطر بسبب سوء تمركز مدافعي الطوغو في الدقائق 21 و22 ثم مكنت عصام جمعة من تسجيل هدف تونس في الدق 38 اثر تمرير في العمق من العلاقي وسوء رد للكرة من طرف مدافع طوغولي. سذاجة في الدفاع اعتمد مارشان على تركيبة جديدة في دفاع تونس تمثلت في التعويل على علاء يحيى وكريم السعيدي في المحور وأنيس البوسعيدي وعمار الجمل كظهيرين وقد بدا جليا التنافر بين مكونات هذه التركيبة التي استغلها جيدا هجوم الطوغو الذي امتص هجمات منتخبنا في البداية ثم كشر عن انيابه بعد ان تبينت له نقاط الضعف في تشكيلتنا وصار يعول على الكرات الطويلة في ظهر مدافعينا مستغلا عدم انسجام يحيى والسعيدي اضافة الى استغلال ضعف الجهة اليسرى لدفاعنا بسبب تثاقل عمار الجمل وعدم قدرته على القيام باعباء دوره الدفاعي وقد اتم هذا الهيجان الطوغولي عدة فرص خطيرة في الدقائق 26 و30 و31 و32 و35 وزاد في صعوبات الدفاع التونسي ارتباك الحارس نوارة واختيار الوقت غير المناسب للخروج لالتقاط الكرة. هدف مضحك حافظ المنتخب التونسي على عادته السيئة بفقدانه للتركيز كلما تقدم في النتيجة بعد دقيقتين فحسب من تسجيل عصام جمعة لهدف السبق تمكن المهاجم الطوغولي سأغور من تعديل النتيجة بعد خطإ تونسي في التمركز والمراقبة لا يقترفه حتى المبتدئون ليتبادل الطوغوليون الكرة بكل سهولة ثم التمرير بين مدافعين الى ساغور الذي انفرد بالحارس نوارة وباغته بلمسة خفيفة أظهرت بصورة جلية ما يعانيه دفاعنا من ارتباك وانهيار. عشوائية شاملة الوصف الوحيد الذي يليق بطريقة لعب منتخبنا في الشوط الأول هو العشوائية الشاملة فالخطوط مفككة واللاعبون غير فاهمين لادوارهم فوق الميدان وتحركات هامشية كما أن خط الوسط الذي يعد العمود الفقري لأي تشكيلة وأي خطة لم يقم بدوره الدفاعي والهجومي فالتغطية من تراوي والقربي كانت غائبة كما أن التنشيط الهجوم انعدم من خلف الله والذوادي اللذين انحازا كثيرا الى الاطراف ليصبح المنتخب يلعب بلا صانع ألعاب وبالتالي بلا أي هندسة وتنظيم للعب اضافة الى خطإ آخر فادح وقع فيه لاعبونا تمثل في عدم الاحتفاظ بالكرة لأكثر وقت وتمريرها بسرعة غريبة مما حرمه من الوقت اللازم لحسن التمركز والقراءة الجيدة للعب ومكن الطوغو من فرصة افتكاك الكرة بسرعة وشن الهجومات العديدة الخطيرة. الدراجي يصنع الفارق في الربع ساعة الاولى للشوط الثاني لم يتغير شيء في أداء منتخبنا حيث تواصل التفكك والتباعد بين الخطوط فقام المدرب مارشان باقحام الدراجي الذي نشط الهجوم التونسي بتمريراته الممتازة وحسن قراءته للعب فوزع في مرحلة أولى لكن تمريرته لم يستغلها أحد لغياب اللمسة الأخيرة ثم صنع الهدف الثاني للمنتخب بعد أن أحسن التصرف في الكرة فانتظر حسن تمركز الشرميطي وجلب كل الدفاع الطوغولي له ليستغله الشرميطي ثم مرر اليه بكل امتياز فلم يجد المهاجم التونسي اي صعوبة في ترفيع الفارق لصالحنا. انهيار بدني للطوغو رغم الانتصار الهام الذي حققه منتخبنا الا أنه للأسف الشديد لم يتحقق بفضل سيطرة تونسية مطلقة واداء ممتاز بل كان في الأساس نتيجة انهيار الطوغو بدنيا حيث لم يستطع لاعبوه استكمال اللقاء بنفس النسق مما أثر على تحركاتهم فوق الميدان وعطل هجوماتهم وهذا ما استغله منتخبنا الذي نجح في الاحتفاظ بالكرة واستغلال المساحات في مناطق المنافس لهدم الهجمات المعاكسة الخطيرة حيث كاد الشرميطي أن يثلث النتيجة في الوقت بدل الضائع. فوز لا يحجب النقائص نجح منتخبنا في تحقيق الفوز في الطوغو بالذات وتدارك أمره في سباق الترشح إلى «كان 2012» لكن هذا الانتصار يجب أن لا يحجب عديد النقائص في أداء المنتخب وفي تماسك خطوطه وطريقة لعبه وحسن التصرف في الرصيد البشري والمطلوب حسن محاسبة الإطار الفني حتى نتفادى الكارثة ونصلح أمورنا بالترشح إلى ال«كان» القادم. نتائج مجموعة تونس المالاوي التشاد 62 الطوغو تونس 12 الترتيب 1) بوتسوانا 10 2) تونس 7 3) المالاوي 6 4) الطوغو 2 5) التشاد 1 تشكيلة المنتخبين تونس: نوارة البوسعايدي الجمل السعيدي علاء الدين يحيى القربي التراوي بن خلف الله (الشرميطي) الذوادي (الدراجي) جمعة العلاقي (وسام يحيى). الطوغو: طابا نياغوتي جعفر ماما باكوما روماو آنوفو بوخاري مانيسافو مومبي زاكاري ساڤور كانون