رغم تفويته في فوز كان في متناوله فإن نتيجة التعادل التي عاد بها منتخبنا الوطني من الرباط أمام نظيره المغربي تعتبر بكل المقاييس ايجابية لاعتبارات تتصل بالمحافظة على حظوظ الترشح وبداية عودة التوازن للمنتخب الذي أكد قدرته على دحض كل الأحكام المسبقة متى تعلق الأمر بالمواعيد الكبرى... مردود عناصرنا الوطنية والنتيجة التي توفقوا في تحقيقها تحدث في شأنها ل»الشروق» نخبة من الفنيين وهم السادة عامر حيزم عمر مزيان عبد الحي العتيري كمال العزابي محمد علي التباسي ونور الدين العبيدي في السياق التالي : **عامر حيزم (مدرب سابق للمنتخب) فنيا لم تبلغ المباراة المستوى المطلوب وهو أمر يمكن تفسيره بأنها بداية موسم مع التحضيرات الى جانب ضغط النتيجة . وحتى تقاليد مقابلات تونس والمغرب عادة ما تكون النتيئجة ضئيلة من حيث حصيلة الأهداف المسجلة وفي تقديري فإن التعادل يعتبر مرضيا أمام منتخب مغربي يرغب في الثأر من منافس فاز عليه في نهائي كأس افريقيا للأمم... صحيح أنه كان باستطاعتنا أن نفوز لكن حتى الهزيمة أيضا ممكنة لكن ما تميز به الفريق ككل من انضباط تكتيكي مع الاعتماد على خطة دفاعية محضة قوامها أربعة لاعبين في الدفاع ومثلهم في وسط الميدان وثنائي في الهجوم مع الهدف الذي جاء في وقت جيد ومنح الفريق قوة معنوية أشياء ساهمت في كسب نقطة التعادل... أما بالنسبة للاعبين فإن الحارس علي بومنيجل بما قدمه أثبت بأنه الأفضل رغم كل ما يقال فيه حيث صنعت خبرته وتوقيته الصحيح الاضافة المطلوبة... من جهته قام المدافع راضي الجعايدي بدور كبير في الدفاع وقد سهل له اللاعبون المغاربة المهمة باعتمادهم الكرات العالية... مهدي النفطي كان جيدا للغاية وسانطوس أثبت مرة أخرى بأنه «مشاكس» كبير للخطوط الدفاعية والطريقة التي سجل بها تعبر عن امتيازه كقناص هذا وقد لاحظت بأن منتخبنا لم يعرف كيف يستغل الظرف النفساني الصعب الذي مر به المنتخب المغربي بعد قبوله للهدف بحيث لم يكن هناك من يساند سانطوس والجزيري في الهجوم لاحراز هدف ثان. في العموم النتيجة المحققة ايجابية لكن لا يجب أن ننسى بقية المنافسين ونركز فقط على المنتخب المغربي. **عمر مزيان (مدرب) الهدف المبكر الذي سجله منتخبنا الوطني قلب كل المعطيات وشحذ عزيمة لاعبينا بشكل جيد وعزز ايمانهم بحظوظهم اضافة الى ما تميز به منتخبنا من انضباط تكتيكي جيد ساهم بشكل كبير في تفكيك لعب المنتخب المغربي على الصعيد الجماعي ودفعه لاعتماد الحلول الفردية. ما شاهدته كذلك أن زياد الجزيري ودوس سانطوس ساهما بشكل متميز من الناحية الدفاعية بمنعهما للاعبي الخط الخلفي للمنتخب المغربي من مساندة الهجوم وهي نقطة تكتيكية مهمة زد على ذلك أن التطبيق الصحيح والمتقن للخطة التي رسمها المدرب أجبرت الفريق المغربي على لعب الكرات العالية وهو ما سهل مهمة الدفاع التونسي... من وجهة نظري منتخبنا الوطني قدم مباراة جيدة على المستوى التكتيكي أمام منافس عتيد من طراز المنتخب المغربي ونقطة التعادل ثمينة للغاية على درب طموحات الترشح لكأس العالم وافريقيا 2006 **عبد الحي العتيري (مدرب أمل حمام سوسة) مقابلة هامة النتيجة النهائية هي أساسها... منتخبنا الوطني قدم لقاء بطوليا ولعب بشكل جيد وقد أحسست من خلال عطاء اللاعبين بكثير من «القليب والرجولية» اضافة الى ما تحلى به اللاعبون من نضج تكتيكي كبير وخاصة لاعبي الوسط رياض البوعزيزي ومهدي النفطي وجوهر المناري مع حركية ثنائي الهجوم سانطوس وزياد الجزيري كنت انتظر دوما الأهداف رغم قوة المنافس... وقد جاء الهدف الذي أضاع التوازن والتركيز على لاعبي المنتخب المغربي وبنجاح منتخبنا في انهاء الشوط الأول متقدما كان هناك ضمان لنسبة 50 من النتيجة... وفي الشوط الثاني ورغم اصرار المنافس كانت خبرة خالد بدرة وراضي الجعايدي وامتياز الحارس علي بومنيجل معطيات لعبت دورها وكان بامكاننا الخروج بالنتيجة النهائية لكن اقصاء كلايتون دعم سيطرة المنتخب المغربي بما مهد لهدف التعادل المهم أننا عدنا بنتيجة ايجابية ورأينا أداء بطوليا من عناصرنا الوطنية يؤشر لبقية مسيرة موفقة. **كمال العزابي (مدرب أصاغر النجم الساحلي) كانت مقابلة كبيرة من منتخبنا الوطني في هذا الظرف الذي يستدعي استرجاع التوازن وهو ما تأكد تحقيقه أمام منافس من العيار الثقيل من طراز المنتخب المغربي... والى جانب ذلك فإنه من الطبيعي أن تكون مقابلاتنا صعبة لأن جميع المنافسين يستعدون لمنتخب يحمل لقب كأس افريقيا. في اعتقادي عناصرنا الوطنية قدمت المطلوب ودرسا في العزيمة والاصرار وقد أبهرني جميع اللاعبين بنضجهم التكتيكي الكبير وأعجبني الحارس علي بومنيجل الذي كان رائعا والأكيد أن هذه النتيجة تعتبر ايجابية جدا ومفتاحا يتعين حسن استغلاله في بقية المنافسات وما رأيته في مباراتنا ضد المغرب منحني احساسا كبيرا بالطمأنينة على المنتخب الوطني. **محمد علي التباسي (مدرب) من الناحية التكتيكية غلق المنتخب الوطني كل المنافذ أمام منافسه ووسط الميدان تألق بشكل جيد ولم نجازف بالهجوم مع محاولة امتصاص اندفاع المنافس وقد ركزنا على الكرات في العمق وأثمرت احداها من كريم حقي الهدف الذي أمضاه دوس سانطوس بصنعة عالية ومقدرة كبيرة على انتهاز مثل هذه الفرص.... كان بامكاننا الانتصار لكن التعادل يعتبر أيضا أمرا ايجابيا... المنتخب الوطني لعب مقابلة دفاعية لكنها بطولية أمام نظيره المغربي الذي اعتمد اللعب على الأجنحة وتركيزها خاصة على جواد الزايري الذي كان خطيرا. أعجبني علي بومنيجل الذي أنقذ المنتخب في عدة مناسبات كما تألق جميع لاعبي الوسط وكان دوس سانطوس خطرا متواصلا على الدفاع المغربي. **نور الدين العبيدي (مدرب) المنتخب الوطني لعب مقابلة تكتيكية جيدة وتميز بانضباط كبير من هذه الناحية وقد اعتمد منتخبنا طريقة دفاع المنطقة ولعب الهجومات المعاكسة وهدف سانطوس عقد المقابلة أمام المنتخب المغربي وضاعف من عزيمة واصرار لاعبينا... صحيح أن المنتخب المنافس سيطر على الميدان ولكن دون خطورة واستطاع وسط ميداننا المتكون من البوعزيزي والمناري والنفطي أن يحد منها. السيطرة المغربية تواصلت في الشوط الثاني ومن ناحيتنا لم نجازف بالهجوم وهو ما منح الثقة للمنافس الذي قام مدربه بعدة تغييرات ليحصل هدف التعادل من كرة ثابتة. اجمالا نتيجة التعادل ايجابية للغاية لمنتخبنا الوطني الذي قدم مستوى مشرفا لبطل افريقيا... كنا نستحق الانتصار لكن التعادل عادل في تقديري ولا يجب أن ننسى بأن منتخبنا حرم نظيره المغربي من نقطتين على ميدانه ويبقى الحوار مفتوحا في بقية الجولات من هذه التصفيات.