حقق المنتخب الوطني الأهمّ أي الفوز على منتخب الطوغو رغم أن مردوده كان في أحسن الحالات متوسطا. ففي غياب الدراجي، لعب المنتخب بعشوائية واضحة ولم يقدر اللاعبون على صنع اللعب وبالغوا في اعتماد الكرات الطويلة من الدفاع الى الهجوم وكانت تحرّكاتهم وصعودهم بالكرة بطيئة جدّا، وهو ما سهّل مهمّة المنافس وساعده على فرض أسلوبه لكن الفرص كانت نادرة من الجانبين. في الدقيقة 20، قام الذوادي بعمل كبير من الجانب الأيسر ومرّر للعلاّقي الذي سدّد بقوة من 18م خارج المرمى. وردّ أصحاب الأرض بفرصة خطيرة عند خروج خاطىء لنوارة ولم ينقذنا من هدف محقق إلاّ عمار الجمل الذي أخرج الكرة من على خط المرمى (30د) ثم صدّ نوارة تسديدة قوية جدّا (31د). وإثر واحد من العمليات القليلة جدّا لخط هجومنا، قام محور دفاع الطوغو بهفوة فادحة أحسن استغلالها عصام جمعة الذي تفادي التسلل وسدّد بالساق اليسرى في الزاوية البعيدة (38د) معلنا افتتاح النتيجة (01). لكن فرحتنا لم تطل وأظهر لاعبونا، للمرة الألف، أنهم فاشلون في الحفاظ على أسبقية الأهداف وسرعان ما يغيب عنهم التركيز. فعلى إثر هفوة فادحة من الجهة اليسرى للدفاع، ومن عمار الجمل بالتحديد، تسرّب المهاجم الطوغولي كوملان وغالط نوارة الذي فاجأته العملية فلم يكن قادرا على غلق زاوية التسديد (40) وكان هدف التعادل (11). ولم يستطع لاعبونا رد الفعل للغياب الواضح لوسط الميدان واللعب العشوائي وخسارة الكرة بسهولة وتباعد الخطوط عن بعضها لذلك لم تكن الكرة تصل للهجوم فبقي العلاقي والذوادي في عزلة أغلب فترات المباراة. الأمل... في الدراجي بدايتنا في الشوط الثاني كانت ضعيفة وباهتة لذلك أقحم مارشان أسامة الدراجي بعد 12 دقيقة من استئناف اللعب ورغم ذلك لم يتحسن مردود المنتخب وتواصل الانتشار عشوائيا على الملعب وبينما أصبح منتخب الطوغو يعتمد التسلل وربح الوقت، عجز منتخبنا عن ايجاد الحلول. وحاول بن خلف الله بشيء من الجرأة (58د) لكن محاولته فشلت في آخر لمسة وردت الطوغو بعملية خطيرة لم تكتمل (60د) ووزع بن خلف الله بذكاء من اليمين لكن تسديدة جمعة الرأسية من موقع قريب جدا كانت دون عنوان رغم أنه كان طليقا (67د) ثم ارتكبت على جمعة مخالفة في المنطقة المحرّمة لكن الحكم غض عليها الطرف (69د). ورغم هذه الفرص، كان منتخب الطوغو أحسن انتشارا ولعب أفضل خصوصا في الهجوم وتعددت التمريرات الخاطئة من لاعبينا ولم تعد الكرات تصل للمهاجمين. وكان لا بد من لمسة سحرية من الدرّاجي لينتهي الكابوس فقبل نهاية المباراة بدقائق، مرّر الدراجي كرة ذكية جدا في ظهر الدفاع نحو الشرميطي القادم من الخلف والتحق الشرميطي بالكرة بصعوبة فلمسها في آخر لحظة ورفعها بالحارس ليسجل هدف الفوز والاطمئنان (83د). ومن حسن الحظ أن لاعبينا عرفوا كيف يتصرفون في ما تبقى من زمن اللقاء وأنهوه بفوز صعب جدا لكنه ثمين حافظنا به على المرتبة الثانية وأبقينا على حظوظنا في التأهل. فوز كدنا نيأس من تحققه بعد الوجه الضعيف الذي قدمه المنتخب أمس والأكيد أن برتران مارشان وأهل الجامعة من أسعد الناس به لأنه أغلق عليهم باب جهنم. لكن فوز الأمس لا يجب أن ينسينا أن المنتخب مازال ينقصه الكثير من العمل ومن التحسينات حتى لا تتكرر «فجعاتنا» وحتى نتفادى المفاجآت غير السارة التي قد تحدث في باقي المشوار.