علمت «الشروق» أن لجنة فنية خاصة تمّ تشكيلها مؤخرا على مستوى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بدأت بعد في أشغالها لمراجعة منظومة التوجيه الجامعي. وقالت مصادر مطلعة ل«الشروق» إن إحداث هذه اللجنة يتنزّل في اطار تجسيم القرار الرئاسي المعلن عنه خلال الاجتماع الوزاري المنعقد بداية شهر سبتمبر الماضي. تقييم ورصد وذكرت نفس المصادر أن اللجنة بدأت أعمالها في مرحلة أولى بتقييم النظام المعتمد حاليا للتوجيه الجامعي بهدف الوقوف على نقاطه السلبية والايجابية ورصد مختلف الاشكاليات التي يثيرها، على أن تمرّ اللجنة في مرحلة قادمة الى وضع المقترحات والتوصيات وتقديم الاجراءات العملية الكفيلة بمراجعة منظومة التوجيه الجامعي وتخليصها من جميع المعوقات ونقاط الضعف التي تشوبها والتي كثيرا ما اشتكى منها الطلبة الجدد وأولياؤهم. توجّهات وإجراءات وتأكد ل«الشروق» أن من بين أبرز التوجهات التي ستحتكم إليها اللجنة في أعمالها مواصلة السعي للتقليص من الأعداد الكبيرة من الشعب والاختصاصات والاقتصار على الشعب المعروفة بتشغيليتها الكبيرة ومقروئيتها على مستوى سوق الشغل واحتياجات المؤسسات والاقتصاد الوطني، بالاضافة الي إحداث مركز دائم يعمل على مدار السنة للتوجيه الجامعي والانطلاق مبكرا في التعريف بالشعب الجديدة وآفاقها في سوق الشغل لفائدة عموم الطلبة. ومن المؤمل حسب التوجهات الجديدة أن يتم طرح دليل التوجيه الجامعي للسنة المقبلة 2011 2012 بداية من شهر أفريل 2011 وذلك لإتاحة الفرصة والحيّز الزمني الملائم للطلبة الجدد للتعرّف بأكثر شمولية على الاختصاصات التي يرغبون في دراستها. للتذكير فإن منظومة التوجيه الجامعي في تونس يعود إحداثها الى بداية ثمانينيات القرن الماضي وبرغم ما تمّ ادخاله من تعديلات عليها في فترات متلاحقة إلا أنها بقيت تحتاج الى عملية مراجعة جذرية وهي المهمّة المنوطة باللجنة المحدثة. كما تجدر الاشارة الى أن منظومة التوجيه الجامعي عرفت بمناسبة انطلاق السنة الجامعية الحالية ادخال بعض التعديلات والرتوش الأولية على ضوء ما انتهت إليه خلية متابعة تشغيل خريجي التعليم العالي التي تمّ تركيزها بوزارة التعليم العالي منذ شهر أفريل 2010، وتعلقت تلك «الرتوش» بالتقليص في عدد التخصّصات المتكرّرة والمتشابهة والنزول بعددها من 720 اختصاصا الى حوالي 580 اختصاصا وهو الأمر الذي أدّى الى اختفاء حوالي 140 شعبة من دليل التوجيه عبر دمج البعض من الاجازات في مراحل تكوينية مشتركة لمدة سداسيتين أو ثلاث سداسيات حسب خصوصية كل اختصاص وذلك تفاديا لعمليات توجيه دقيقة ومعقّدة كانت معتمدة يصعب فهمها واستيعابها أحيانا من قبل الطلبة الجدد وحتى أصحاب المؤسسات.