اعتبر الكاتب العام لنقابة الكتّاب التونسيين الروائي «لسعد بن حسين» أن افتتاح مائوية مصطفى خريّف بمدينة نفطة كان ناجحا بكل المقاييس. ورغم أنّه لم توجه الدعوة إلى نقابة كتّاب تونس رسميا، فإنّ كاتبها العام أكد أن النقابة لا يمكن أن تتغيّب عن تكريم علم من أعلام الأدب التونسي الحديث. نقيب الكتّاب التونسيين عبّر عن استيائه من سلوك أعضاء الهيئة المديرة لاتحاد الكتّاب التونسيين إزاء هذه المائوية كما صرّح بن حسين ل«الشروق» بأنّ برنامج نقابة الكتّاب للاحتفال بالسنة الوطنية للكتاب سيكون جاهزا في شهر ديسمبر القادم. تفاصيل هذه المواضيع تكتشفونها في الحوار التالي: كيف رأيت افتتاح الاحتفال بمائوية مصطفى خريّف؟ أعتبر أنّها (المائوية) ناجحة بكلّ المقاييس ولبّت جانبا كبيرا من تطلعات أدباء تونس فالشهادات سواء لأفراد عائلة الفقيد مصطفى خريّف أو لبعض أصدقائه على غرار الشاعر نور الدين صمّود، كانت جيّدة وأعطتنا مادة إضافية أضاءت بعض الجوانب المظلمة في حياة هذا المبدع التونسي. وكيف وجدت الدراسات النقدية؟ الدراسات النقدية، بدورها تعلّقت بأهم ما أنجز مصطفى خريّف شعرا ونثرا ولعل هذه الدراسات بمناسبة المائوية جعلتنا نكتشف مصطفى خريّف الناثر (نسبة إلى النثر) وتميزه في هذا الجنس الأدبي قصّة ومقالة بعد أن ظلّ الاعتقاد سائدا لسنوات أن «سيدي مصطفى» شاعر بالأساس. وهل اطلعت على الأعمال الكاملة لمصطفى خريّف في جزئها الأول الذي أصدرته الوزارة؟ اطلعت على الجزء الأول من الأعمال الكاملة، وقد جاءت في طبعة أنيقة وشاملة لكل ما كتب مصطفى خريّف وهذا يدلّ على مجهود توثيقي لا يمكن إلاّ أن نثني على من أنجزه كما أن الأمسيتين الشعريتين تميزتا بمشاركة أبرز الشعراء التونسيين في مختلف الأنواع الشعرية (العمودي والحر والنثري والشعبي) وهذا التنوع شمل عدة أجيال من الشعراء كان يمكن أن يُدرج ضمنهم شاعرين من الشباب. على كل أنا شخصيا أعتبر أن افتتاح هذه المائوية وكل ما دار في نفطة طيلة 3 أيام إيجابي بكل المقاييس ونرجو أن تكون بقية البرمجة في مستوى هذا الافتتاح الواعد. حسب علمنا لم تقع دعوة نقابة الكتّاب فهل أنت حاضر باسمك الشخصي أم على حسابك الخاص؟ النقابة لم تقع دعوتها رسميا لهذه التظاهرة وحضوري هنا (نفطة) لم يكن باسمي الشخصي، ذلك أن نقابة كتّاب تونس لا يمكن أن تتغيب عن أية تظاهرة أدبية في تونس فما بالك حين تكون مناسبة لتكريم علم من أعلام أدبنا التونسي الحديث، مناسبة أذن بها أعلى هرم للسلطة في تونس. جئت إلى نفطة عن نقابة الكتّاب، لكني لست الوحيد المنخرط في هذه النقابة الموجود في نفطة فعديد الشعراء المشاركين في الأمسيتين هم أبناء النقابة، وكذلك عديد النُقّاد والأدباء، جئنا جميعنا رغبة في إنجاح هذه التظاهرة كما جئت شخصيا في مهمة نقابية وهي توزيع انخراطات على كتّاب الجريد (ڤفصة وتوزر)، الذين عبّروا عن رغبتهم في الانتماء إلى نقابتنا الفتية. هل يمكن القول إنّ اتحاد الكتّاب التونسيين قدّم لنقابتكم خدمة العمر، بعد مقاطعته للمائوية؟ نحن كنقابة لا ننتظر مساعدة من أحد نحن أصحاب حق ونطالب بهذا الحق في إطار ما يكفله القانون والنظام الداخلي للاتحاد العام التونسي للشغل، وأعتقد أن النقابة صارت اليوم أمرا واقعا بعد أن كانت في نظر البعض سرابا، لذلك أنا متأكد أنه بعد بضعة أسابيع سيجد هذا الهيكل، الاعتراف الذي هو به جدير باعتبار العدد المتزايد للمنخرطين في النقابة، وباعتبار علاقة الشراكة القائمة بين الاتحاد العام التونسي للشغل والحكومة وهياكلها الإدارية. وما رأيك في مقاطعة هيئة اتحاد الكتّاب للمائوية؟ بالنسبة لي كمنخرط في اتحاد الكتّاب مثل الكثيرين من أعضاء النقابة أعبّر عن استيائي واستياء الكثيرين من أعضاء النقابة الذين هم في نفس الوقت في اتحاد الكتّاب، من سلوك أعضاء الهيئة المديرة للاتحاد إزاء هذه المائوية من اختيارهم التغيّب عن أعمال وجلسات لجنة التنظيم وكذلك من اختيارهم الانسحاب من حفل الافتتاح حينما كان السيد وزير الثقافة والمحافظة على التراث يلقي كلمته. وشخصيا أعتقد أن الكرة الآن عند منخرطي اتحاد الكتاب التونسيين الذين عليهم أن يحاسبوا هذه الهيئة التي انتخبوها وإن لزم الأمر أن يسعوا إلى تغييرها حسبما يسمح به النظام الداخلي والقانون الأساسي لاتحاد الكتّاب التونسيين. تستعد تونس للاحتفال بالسنة الوطنية للكتاب في السنة القادمة فما هي استعدادات النقابة لهذا الحدث؟ لا يمكن لنقابة كتّاب تونس إلاّ أن تثمّن تخصيص سنة للاحتفاء بالكتابة والكتّاب وفي هذا الصدد، بدأنا عمليات تشاور وإصغاء لاقتراحات المنخرطين قصد إعداد برنامج متكامل للاحتفال بهذه التظاهرة الكبرى، وهذا البرنامج سيكون جاهزا في بداية شهر ديسمبر القادم، وسنرسل نسخا منه إلى وزارة الثقافة والمحافظة على التراث وإلى لجنة الثقافة بمجلس النواب ولجنة الثقافة بمجلس المستشارين وإلى المجلس الأعلى للثقافة فإن وافقتنا سلطة الإشراف عليه (البرنامج) كليا، أو جزئيا سننجزه بكل فخر وود وإن رفضت سنتدارس مع الإخوة أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل إمكانية إنجازه كليا، أو جزء عن طريق منظمتها العتيدة، وفي جميع الحالات أنا متفائل بالمستقبل وأرجو أن تكون السنة الوطنية للكتاب مناسبة للم شمل كل العائلة الثقافية في تونس. عاب عليك البعض ظهورك راقصا في إحدى القنوات فما رأيك حضرة النقيب؟ لقد حضرت تلك الحفلة كلسعد بن حسين الممثل الذي شارك في مسلسل نجوم الليل رمضان الماضي وكانت السهرة احتفائية بالعيد وحين دعاني زملائي في المسلسل إلى الرقص استجبت لمشاركتهم فرحة نجاح المسلسل. وفي العادة لا أحب الرقص كثيرا لكني لا أرفضه، وكثيرا ما رقصت في أعراس العائلة والأصدقاء وسأرقص في عرس أي كاتب منخرط في نقابة كتّاب تونس وفي عرس أي صديق يدعوني إلى زفافه. أما لمن ساءه أن أرقص، فيكفي بأن أقول له «الله يهديك» لم تجد غير ظهوري راقصا كي تنتقد النقابة، اعلم أن أحد أهم المنظرين السياسيين قال: «شعب لا يعرف كيف يرقص لا يعرف كيف يثور» وأنا سأظل دوما مع الموسيقى والرقص وكل الفنون باعتبارها نشاطا من أهم الأنشطة الإنسانية وباعتبارها حائط صد للتخلف والرجعية.