دقّت جهات ومنظمات عربية مقيمة في منطقة «كركوك» ناقوس الخطر مؤكّدة تعرّض العرب للتهديد من طرف عصابات مسلحة ب «الإبادة» في حال لم يغادروا المنطقة. وأفادت الاسر العربية أنها تلقت أوامر بمغادرة كركوك فورا، أي قبل اجراء الاحصاء في المنطقة موفى العام الجاري والذي سيحسم مستقبل المدينة إما ضمن المناطق ذات الصلة بالعاصمة المركزية بغداد أو ضمن اقليم كردستان العراق المتمتع بالحكم الذاتي. عشرات الشكاوى ونقلت مصادر اعلامية مطّلعة عن نائب المحافظة «راكان العبيدي» وهو عربي قوله: إن هناك عشرات الشكاوى التي وصلتنا من قبل المواطنين العرب الذين أكّدوا أن مسلحين يرتدون الزي المدني ويستقلون عددا من السيارات داهموا منازلهم عنوة وطالبوهم بالرحيل خلال 48 ساعة. وأضاف أن مناطق عربية كاملة ألقيت عليها منشورات موقعة باسم «الشباب الثائر» تطالب العرب بالمغادرة من كركوك وأكّد أن السكان الاصليين يجهلون أصل وهوية هذا التنظيم، موضحا أن التخمينات السائدة حاليا تعتبر أن التهديدات مصدرها جيش «البشمركة»، أو شرطة «الأسايش». ويتوافق هذا التصعيد الميدانيّ مع التحذيرات الامريكية الصادرة مؤخرا والتي رأت في منطقة «كركوك» فتيل أزمة مدوية وصراعا دمويا في العراق، وقوده النفط والاختلاف العرقي. وأضافت الجهات الامريكية ان استحواذ المنطقة على ما يناهز 40٪ من احتياطات العراق من النفط كفيل بتأجيج صراع لن ينتهي. من جانبها، حمّلت بعض الاطراف الكردية الحكومة العراقية مسؤولية الاحتقان الدائر، زاعمة أن التأجيل المتكرّر للاحصاء زاد من درجة الحساسية القائمة بين الاكراد والعرب والتركمان. تغيير ب 180 درجة وفي سياق آخر، عارض نوري المالكي، رئيس الوزراء المنتهية ولايته، أمس مواقفه ورؤاه من دمشق بطريقة كلية عبر شكره إياها على مواقفها تجاه العراق وحرصها على مساعدة العراقيين في تحقيق الامن والاستقرار فيه والحفاظ على وحدته أرضا وشعبا. ونوّه المالكي الذي سبق وأن حمل سوريا مسؤولية الاختراق الامني في العراق بالسياسة والقيادة السورية. من جهته، جدّد الرئيس السوري بشار الأسد مواقف بلاده الداعية الى ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية تمثل جميع أطياف الشعب العراقي. وأكّد الاسد، خلال استقبال المالكي، وقوف بلاده على مسافة واحدة من جميع العراقيين ودعمها لكل ما يتفق عليه أبناء العراق الشقيق.