يواجه النادي الأهلي وهو يستعد لملاقاة الترجي في مباراة الإياب التي سيحتضنها ملعب رادس غدا ثلاث محن تقض مضجع الإطار الفني وتربك الجهاز الإداري وتبث في الجمهور قلقا شديدا... محنة تكتيكية إلى الآن تبدو الرؤية التكتيكية ضبابية بالنسبة إلى مدرب الأهلي لأن التقدم بهدفين لواحد نتيجة غير مطمئنة تجعل البدري «كمن يجلس على كرسيين» وهي وضعية غير مريحة فهو لا يكاد يستقر على اختيار فهل سيحرص على تأمين نتيجة الذهاب وحينئذ لا يستطيع أن يضمن التعادل السلبي إلى نهاية المباراة في مواجهة فريق هجومه غزير وهدافوه لم يألفوا الصوم عن التهديف وهذا ما دفع بعض المقربين من الإطار الفني إلى نصح «البدري» (رغم أن الوقت متأخر) بالعودة الظرفية الاستثنائية إلى خطة 352 بحجة أنها السبيل الأمثل لاحتكار الكرة وضمان نسبة امتلاك أفضل تحرم الترجي المتطلع إلى الانتصار من السيطرة وصنع اللعب وتحد من هيجانه في ملعبه وأمام جمهوره فضلا عن ذلك سيكون عصام محروما من خدمات المدرب العام علاء ميهوب الذي تعذر عليه مرافقة الوفد إلى تونس بسبب إجرائه عملية جراحية على الغضروف. محنة بدنية شارك جل نجوم الأهلي في مباراة المنتخب المصري ضد المنتخب النيجري في درجة حرارة عالية جدا ونسبة رطوبة تخطت 80 بالمائة فخلف ذلك إعياء شديدا ومما زاد في تعقيد الأمور استحالة التعويل على محمد طلعت وإصابة فرانسيس أحد الأوراق الرابحة التي كان البدري ينوي التعويل عليها في الهجومات المعاكسة نظرا لما يتميز به هذا اللاعب من سرعة وحيوية فائقة لاحظها كل المتتبعين لمباراة الذهاب. محنة نفسية يواجه زملاء محمد أبو تريكة معضلة نفسية مردها الهزيمة المدوية التي مني بها المنتخب المصري في النيجر ورد الفعل القاسي من جل الإعلاميين الذين وجهوا أصابع الاتهام صراحة وضمنيا للاعبي الأهلي الذين بدا عليهم الإعياء البدني والشرود الذهني. الأزمة.. قد تلد الهمة أزمة الأهلي بمختلف وجوهها وتنوع ملامحها قد تدفع زملاء حسام غالي الذي تماثل للشفاء إلى عطاء مضاعف لأن قسوة الظروف يمكن أن تربي في المرء الرجولة والتحدي وتدفعه إلى التضحية والمغامرة على النحو الذي سيفعله بعض المصابين في تشكيلة الأهلي الذين أصروا على مغالبة أوجاعهم ومشاركة زملائهم المهمة العسيرة التي تنتظرهم في ملعب رادس.