سنة 2006 طلب أثنار رئيس الوزراء الإسباني السابق من العرب والمسلمين الاعتذار عن احتلالهم إسبانيا لثمانية قرون! وفي السنة نفسها طلب منهم الكاردينال أوبراين الاعتذار عن هجمات سبتمبر 2001 وعن تفجيرات لندن! في الوقت نفسه يرفض الاستعمار القديم الجديد الاعتذار عن عن مجازره القديمة الجديدة! وعلى تركيا أن تعتذر للأرمن أمّا إسرائيل فليس عليها أن تعتذر لأحد! وها هي الدانمرك تؤكّد في ما يتعلّق بقضيّة الرسوم الكاريكاتوريّة أنّها آسفة لكنهّا غير معتذرة! دون أن يبدو على أحد الحرج من أن تُعتبر حريّة التعبير «جريمةً» تُجاه مُعتقدات إسرائيل، و«واجبًا» تُجاه معتقدات ضحاياها! إلاّ إذا كنّا أمام ثقافة جديدة: ثقافة عدم الاعتذار! وأمام تقسيم جديد للعالم: «ضعفاء» يعتذرون و«أقوياء» يأسفون ولا يعتذرون!! داخل كلّ «آسف» يختفي «عائد» أو «récidiviste» ممكن، يخشى أن يكون اعتذاره اعترافًا بالذنب ورهانًا على المستقبل. لذلك يعرف الآسِفون ماذا يصنعون حين لا يعتذرون! ولماذا يعتذرون ما دام الاعتذار مهنة «الآخرين»؟ ليس عليهم في أفضل الأحوال، إلاّ أن يأسفوا! أمّا «الآخرون» فعليهم في كلّ الأحوال أن يعتذروا عن كلّ شيء وعن كلّ لا شيء، حتى عن وجودهم أو لا وجُودهم!!