لم تعتذر إسرائيل عمّا فعلتْ في الفترة الأخيرة، أقصد في الستّين سنة الأخيرة! باستثناء اعتذارها أخيرًا عن شريط فيديو يتضمّن محاكاة ساخرة لمجزرة أسطول الحريّة!! يتضمّن هذا الشريط لقطات حقيقيّة من المجزرة إلى جانب مشاهد تمثيليّة لأشخاص مُضحكين في أزياء عربيّة يلوّحون بالسكاكين ويغنّون «نحن نخدع العالم»،!! من الواضح أنّنا هنا أمام إشارةٍ «رمزيّة جدًّا» مفادها أنّ متضامني أسطول الحريّة إرهابيّون وأنّ الجنود الإسرائيليّين ملائكة مكلّفون بتطهير الإرهابيّين من إرهابهم! السؤال هو لماذا لم تكمل إسرائيل معروفها فتعتذر عن الجريمة نفسها قبل أن تعتذر عن محاكاتها؟ لن نعثر لهذا السؤال على جواب إلاّ إذا قمنا بتأويل شديد لتصريح المتحدّث الرسميّ باسم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيليّ، الذي قال إنّه دعا أطفاله لمشاهدة الشريط لأنّه مُضحك، لكنّه لا يعبّر عن وجهة نظر الحكومة! قل لي ماذا يُضحكك أقل لك من تكون؟ نحن إذن أمام اعتذار لا اعتذار فيه ولا هم يعتذرون...لكنّه يكفي للبرهنة على أنّ خفّة الروح الإسرائيليّة أصبحت فوق كلّ احتمال... كدتُ أقول (لولا الحياء اللغويّ) إنّها خفّة روح من الوزن الثقيل الذي لا حياة معه للروح!!