علمت «الشروق» ان خبراء ومختصين في ميداني التكوين والتشغيل يتدارسون في أروقة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي السبل الممكنة لتفادي السلبيات التي ظهرت بعد مرحلة أولى من تطبيق منظومة «أمد» واقرار للاجراءات الواجب اتخاذها أساسا لضمان تشغيلية أصحاب الشهائد العليا. ويأتي هذا التوجه «الاصلاحي» بعد عمليات تقييم أولية اجرتها لجان مختصة صلب الوزارة وبالتنسيق مع سائر الاطراف المتدخلة في التشغيل. وكانت الوزارة أقرت مع مفتتح هذه السنة الجامعية جملة من الاجراءات العاجلة رمت أساسا الى تلافي التخصصات الدقيقة المبكرة باعتبار أن سوق الشغل تتغير ولضرورة منح المتعلم تكوينا عاما صلبا، هذا مع تحسين مقروئية «Visibilité» نظام التكوين عبر اقرار التوجه نحو عروض تكوين مرجعية تمكن المؤسسة التعليمية من تعديل المسارات وطاقات الاستيعاب حسب تطورات ومستجدات سوق الشغل والاخذ بعين الاعتبار ما يمكن أن يبرز من اختصاصات دقيقة جديدة أو من تقلص مجال تشغيل بعضها خلال المسار التكويني للطالب. اصلاحات عاجلة كما أقرت الاصلاحات «العاجلة» التي شرع في تنفيذها منذ بداية العام الجامعي الحالي جعل التكوين التطبيقي تطبيقيا بصفة فعلية بايجاد السبل الكفيلة بتفعيل التربصات بتأجير مؤطري التربصات وربط المكافأة بالقيام بدور فاعل في البحث عن التربصات وتأطيرها. شعب وتشغيل وفي هذا الاطار «العاجل» تم حذف ما يزيد عن 140 شعبة من دليل التوجيه الجامعي الأخير وتتجه النية كما أشارت «الشروق» الى ذلك في مقال سابق الى صياغة دليل توجيه بديل يساهم في اعادة النظر في مسالك التكوين والابتعاد قدر المستطاع عن التخصصات الدقيقة (بصفة مبكرة) وعن التخصصات المتشابهة. وفي أفق الاصلاحات مزيد تعزيز مجهود تطوير المسالك ذات التشغيلية العالية عبر دعم الدراسات الهندسية واعداد الطلبة وتدريبهم لتبلغ نسبة الحاصلين على الاشهاد 50% من بين الخريجين دون اعتبار خريجي مؤسسات التعليم العالي الذين سيتم ادراجهم ضمن برنامج خصوصي. كما تتضمن المقاربة الاصلاحية المنتظرة اعادة المعاهد العليا التكنولوجية الى مهامها الأصلية بجعلها تكون أساسا التقنيين الساميين مع ترك امكانية المواصلة في اطار «أمد» بالنسبة الى المتميزين وسيتم التنسيق في ذلك مع منظومة التكوين المهني وتنظير الشهائد وفتح المعابر وامكانية الاشراف المزدوج على تلك المعاهد. خطة واشهاد ولدعم الكفاءات الافقية، وأساسا في مجال التكوين في اللغات وضعت وزارة التعليم العالي خطة لتدارك النقائص المسجلة من خلال تصحيح تدريس اللغتين الفرنسية والانقليزية على جل الشعب وتغيير الطرق البيداغوجية وتشجيع التعبير الشفوي والمرافقة البيداغوجية والتعلم عن طريق الجامعة الافتراضية. كما تتجه النية الى مزيد تفعيل مجال الاشهاد وتمكين الخريج من الحصول على شهادة تكرس قدراته وكفاءاته في ميدان ما من طرف مؤسسات مختصة مما يدعم قابلية التشغيل لديه ويعطي كفاءته مقروئية تتجاوز المجال الوطني الى مجال السوق العالمية.