كل يوم جديد يأتي بمفاجآت اسرائيلية جديدة عن جرائم ترتكبها اسرائيل في صمت في حق الشعب الفلسطيني، بما يؤكد لمن يريد منح اسرائيل او الادارة الامريكية المزيد من الوقت لاختبار حقيقة النوايا الاسرائيلية، أنه ينبغي التصرف قبل فوات الأوان. فبعد تكثيف الاستيطان بشكل واسع ومتعمد في ضوء ما تعرفه المفاوضات من تردّ، تكشف مؤسسة الاقصى الفلسطينية عن توسيع مخطط الحفر تحت الاقصى بشكل خطير، حيث تشمل الحفريات والانفاق مئات الامتار الاضافية، بما يؤكد ما يتعرض له الاقصى من خطر حقيقي، وبما يؤكد خاصة، ان اسرائيل ماضية دون توقف في تنفيد مخططاتها. والامر لا يتعلق بحكومة متطرفة يمينية، هي حكومة نتانياهو، أو بشعار مرحلة مؤقتة، انما الامر يرتبط بطبيعة هذا الكيان نفسه وبحالة الضعف التي بات عليها الوضع العربي المغري على كل الواجهات، والذي جعل اسرائيل تجاهر بتنفيذ مخططاتها وتسارع في ذلك، دون خشية. كما يرتبط الأمر في الاستراتيجية الاسرائيلية، بأهمية تغييب الأقصى من المشهد الفلسطيني عامة. واسرائيل لا تخشى في ذلك المهلة الاضافية التي منحها العرب لها بعد اجتماعات القمة العربية، ولا تخشى كذلك تهديدهم بنقل القضية الى مجلس الأمن الدولي. فتلك المهلة ليست الأولى وكذلك التهديد بالعودة الى الاممالمتحدة. واسرائيل أكدت طيلة أكثر من ستين سنة، انها لا تتوقف الا أمام الموقف القوي الصارم. وما حدث في لبنان، وحتى في غزة رغم محدودية وسائل وقدرات المقاومة هناك، يشهد على أن القوة، هي السبيل الوحيد لردع اسرائيل، والقوة، في مختلف تجلياتها، وليس بمعنى المواجهة العسكرية فقط. بإمكان العرب وضع حد للتعنت الاسرائيلي، بقوة كلمتهم الموحدة في دعم مقاومة حقيقية، تفاوض عندما ينبغي التفاوض وتقاوم عندما ينبغي المقاومة. مقاومة، تكون مجددا، الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، تمثل كل تياراته وتجسد وحدته الحقيقية، ولا تعمل على مزيد اضعافه واختراق صفوفه. ولن يُجمع الشعب الا على المقاومة وعلى استعادة حقوقه.