تواصل التوتر في فرنسا أمس غداة إقرار مجلس الشيوخ مشروع اصلاح نظام التقاعد مع تواصل اضراب المصافي وشحّ الوقود وذلك رغم مساعي الحكومة الى تهدئة الشارع، فيما تستعد نقابات العمال البريطانية لاحتجاجات واسعة ضد الحكومة التي أقرّت مؤخرا أضخم خطة تقشف، في وقت تسرّبت «عدوى» الاحتجاجات الى بلد أوروبي ثالث هو ايطاليا حيث جرت اشتباكات بين عناصر الشرطة ومتظاهرين محتجين على «أزمة القمامة» في نابولي. فقد ندّدت المعارضة الاشتراكية في فرنسا بلجوء الأكثرية الى «فرض» الاصلاح ودعت النقابات الى يومي تعبئة وطنية يومي 28 أكتوبر الجاري و6 نوفمبر المقبل للاحتجاج مجددا، بينما تعوّل الحكومة على عطلة عيد «جميع القدّيسين» لإضعاف الحركة الاحتجاجية. الغضب آت وصباح أمس كانت المنطقة الغربية من فرنسا وخصوصا بريتاني والمنطقة الباريسية الأشد تأثرا بشح الوقود الذي طال أكثر من ثلاث محطات توزيع، حسب وزارة الطاقة. غير أن وزير الدولة الفرنسي للنقل دومينيك بوسيرو أشاد في تصريح لإذاعة «أوروبا 1» بتزويد وصفه بالممتاز لمحطات وقود شبكة الطرقات السريعة التي عادة ما يتكثف الاقبال عليها في أيام العطل. ومن المقرر أن يتم التصويت النهائي على مشروع الاصلاح الأربعاء المقبل في البرلمان (الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ). ويتوقع أن يجري ساركوزي بعد ذلك تعديلا حكوميا لتنشيط فريقه قبل 18 شهرا من الانتخابات الرئاسية. وفي بريطانيا تستعدّ نقابات العمال لسلسلة من المظاهرات في أنحاء المملكة المتحدة ضمن احتجاجاتها على خطط الحكومة لتقليص الإنفاق. وأعلن أمين عام مؤتمر اتحادات العمال برندان باربر أمام تجمّع في لندن أمس أنّ اتحادات العمال تقوم بتوحيد جهود المستفيدين من خدمات الحكومة وكذلك الجماعات المعنية بهذه التخفيضات. ويتوقع أن يخسر نحو 490 ألفا من العاملين في القطاع العام وظائفهم بسبب هذه التخفيضات. ومن المتوقع أيضا أن يتظاهر الآلاف عبر شوارع مدينة أنبره الاسكتلندية حيث ستنقل نحو 100 حافلة المتظاهرين من جميع أنحاء اسكتلندا. أزمة القمامة وفي ايطاليا أصيب أكثر من 20 شرطيا ايطاليا بجروح خلال اشتباكات جرت مع شبان فجرّوا ألعابا نارية وزجاجات حارقة بمدينة نابولي جنوب البلاد على خلفية معارضة السكان فتح مصب جديد للنفايات في مدينة تيرزيغنو قرب نابولي. وتعهد رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني بوضع حدّ سريع لأزمة النفايات المتكدّسة في شوارع وطرقات المدينة التي لم تقتصر رائحتها على المكان بل تعدّتها الى وسائل الاعلام التي أظهرت مئات الأطنان من النفايات المتراكمة في ثالث أكبر مدينة إيطالية، ممّا أحرج برلسكوني. ووعد برلسكوني بصرف نحو 20 مليون دولار لتحسين المصب في تيرزيغنو، زاعما أن الموقع لا يهدّد الصحة العامة. وتقول الحكومة الايطالية إنّ المعدّات جاهزة في المصب، لكن السكان يشتكون من الروائح الكريهة والنفايات السامة. وقد انتقدت المفوضية الأوروبية أمس السلطات الايطالية لعدم بذلها جهودا كافية لحلّ أزمة القمامة وهدّدت المفوضية بفرض غرامات كبيرة على ايطاليا إذا ما فشلت في حلّ هذه القضية.