هزيمة النجم أمام الافريقي أو الترجي أو النادي الصفاقسي لا يمكن أن تكون كارثية بما أن هذا الرباعي يتنافس من أجل لقب البطولة وكل نتيجة تعتبر عادية. لكن أن ينهزم النجم الساحلي أمام النادي الافريقي وبذلك المردود فهذا غير مقبول ولا معقول... فنجم هذا الموسم صرف الكثير والكثير من الاموال لجلب فريق جديد يعيد له إشعاعه فكانت الصفقات الكبرى وأبرز اللاعبين في البطولة وقع انتدابهم وتعاقدت الهيئة مع مدرب مغربي له من الخبرة الشيء الكثير وبعد 6 جولات أقيل لاقتناع الجميع بأن الآداء العام للمجموعة لم يتطور وعوض بالمدير الفني منذر الكبيّر الذي أكد أنه قريب من الفريق وله دراية بكل الجزئيات في الفريق الاول ومن حسن حظه وحظ الهيئة أن تلك الفترة عرفت توقفا لنشاط البطولة فكانت له الفرصة سانحة لاجراء تربص لمعالجة بعض النقائص وانتظر الجميع لقاء النادي الافريقي لا لإصدار حكمهم على المدرب بل لمعرفة مدى قدرة المجموعة الحالية على كسب الرهان هذا الموسم. 90 دقيقة من الصمت والخجل صراحة لم نعرف النجم فلا الالوان ألوانه ولا الاداء آداءه فقد أطل علينا النجم بأزياء سوداء اللون وحافظ مدربه الجديد منذر الكبيّر على نفس الرسم التكتيكي لسلفه فاخر واعتمد على خطة (4/2/3/1) التي كانت من أهم الاسباب في رحيل فاخر... كذلك آداء النجم كان مخجلا فالخطوط الثلاثة كانت متباعدة وغابت اللحمة والانسجام والحماس عن اللاعبين... ونقطة الضوء الوحيدة كانت من قبل بسام البولعابي الذي كان أبرز لاعب في الفريق وصد عدة محاولات خطيرة للافريقي من بينها كرة على الخط النهائي للمرمى لكنه ارتكب هفوة كلفت فريقه الهدف الثاني بعد عرقلته لخالد المليتي. النجم كان خارج الموضوع طيلة المباراة باستثناء بعض المحاولات المحتشمة في الشوط الثاني ومردوده يطرح عدة تساؤلات لانه من غير المعقول أن يظهر الفريق بمستوى جد ضعيف بعد مرور 7 جولات، حتى أن أغلبية أنصار النادي أكدوا أن هذا الفريق صغير على نجمهم الكبير وغير قادر على كسب ثقتهم. الى الوراء سر إذا قيّمنا مسيرة الفريق الى حدود جولة أول أمس يمكن القول ان المردود شهد تطورا سلبيا فأفضل مباراة على الاطلاق قدمها النجم كانت في الجولة الاولى أمام الترجي ثم لعب الفريق شوطا واحدا في الجولة الثانية أمام نادي حمام الانف وفي مباراة الجولة الثالثة لم يقدم النجم أي شيء يذكر أمام القوافل وانتصر بهدف يتيم وقيل وقتها أن النتيجة أهم من كل شيء خاصة وأن المباراة أجريت في طقس حار في شهر الصيام. أما الجولة الرابعة فقد انقاد خلالها الفريق للهزيمة أمام الاولمبي الباجي في سوسة بالذات ثم عاد الفريق بانتصار هام من ڤابس والمردود لم يسعد به أي أحد وعلل الاحباء ذلك بتردي أرضية الميدان وفي لقاء الشبيبة كادت تتحوّل أسبقية الثلاثة أهداف الى تعادل. هل انقلب السحر على الساحر؟ عندما أقيل محمد فاخر أكدت الهيئة عدم رضائها على الاداء وحرصا منها على إنقاذ الفريق منذ البداية قطعت العلاقة مع المدرب المغربي وعينت الكبيّر بحكم قربه من الفريق وللعمل على تعديل الاوتار والبحث عن الرجة النفسية ليواصل الفريق لعب المراتب الاولى وحتى لا يهدر النقاط... لكن يبدو أن ما بحثت عنه الهيئة لم يتحقق وجاءت النتيجة عكسية وكانت المباراة الاسوأ للنجم منذ انطلاق الموسم. ضرورة تحمّل المسؤولية لابد أن يتحمّل كل مسير مسؤوليته في الاختيارات ولابد أن يتحمّل اللاعبون مسؤولياتهم لأن ما قدموه أمام النادي الافريقي لا يليق بهم ولا يشرّف النجم ومردودهم أظهر الفريق في ثوب الفرق العادية التي لا تبحث إلا عن مكان للتواجد في الرابطة المحترفة الاولى فقط. ما الحل ؟ النجم ليس في أزمة وهذا متفق عليه ونتائجه ليست كارثية... لكن هناك أشياء غير عادية نستنتجها من آداء الفريق الذي يزخر بالمهارات الفردية العالية...