كشفت مصادر أفغانية مطّلعة أمس أن قوات حلف شمال الاطلسي أقدمت على ارتكاب مذبحة دموية بحق المدنيين الأفغان وراح ضحيتها أكثر من أربعين شخصا. واعترفت السلطات المحلية بمقتل 25 فقط، ويأتي ذلك في الوقت الذي كشفت فيه صحيفة «الاندبندنت» البريطانية أن لندن وواشنطن تعكفان على دراسة إنشاء ميليشيات على غرار صحوات العراق. وأفادت حركة «طالبان» الافغانية أن القوات الامريكية نفذت عمليات قصف عشوائي على منازل المدنيين الافغان في قرية «ماي» بمحافظة باغرام من ولاية هلمند مساء أمس الاول. أمطار من نار ومن جانبها قالت السلطات الافغانية إن عدد الضحايا يمكن ان يرتفع نظرا لوجود أشخاص تحت انقاض المباني التي هدمت جراء القصف. وأوضح الموقع الالكتروني لحركة «طالبان» أن «قوات الاحتلال قامت بمحاصرة القرية بشكل كامل، ومداهمة منازل الأهالي بعد القصف الجوي، ثم فتحت نيران أسلحتها الرشاشة بقسوة بالغة على المدنيين». وقد أكّدت مصادر أمنية أن القتلى من المدنيين لم يسقطوا فقط في القصف الجوي «بل ان الجنود فتحوا النيران على بعض المدنيين عند اقتحام المنازل». ورجحت المصادر أن يرتفع عدد القتلى في المجزرة الامريكية الى أكثر من 50 قتيلا بعد رفع انقاض المباني مؤكّدة أن بين القتلى هناك عدد من الاطفال والنساء. صحوات في أفغانستان وعلى صعيد آخر كشفت «الانديبندنت» أن بريطانيا والولايات المتحدة تعكفان حاليا على وضع برنامج مثير للجدل يهدف الى تجنيد المقاتلين السابقين في حركة «طالبان» وجماعات مسلحة أخرى لمواجهة «طالبان» على غرار مجالس الصحوات التي مكنتهما من تحويل مسار الحرب في العراق. وقالت الصحيفة إن أنصار «مجالس أبناء الشورى» يقولون إن عناصرها هم شجعان ويخاطرون بحياتهم من أجل بلادهم، لكن المنتقدين لهذه المجالس يقولون انها مجرد جيش خاص يتبنى العنف وسيقود الى تأجيج الصراع في البلاد. وأشارت «الانديبندنت» الى أن «مجالس أبناء الشورى» ستحاكي «مجالس» أبناء العراق التي أنشأها الغزاة.