في خطوة هي الأولى من نوعها، دخلت المجموعة التونسية الكويتية للتنمية (CTKD) مجال الاستثمار في قطاع الصناعات الغذائية بتونس وذلك عبر الاشتراك بنسبة 10٪ في رأس مال مركزية الألبان بالمهدية صاحبة ماركة «فيتالي».. وقال السيد أدهم مبارك التوره، المدير العام للمجموعة ان الأمر لن يقتصر على مجال الألبان فحسب بل سيقع المرور في المستقبل نحو الاستثمار في صناعات غذائية أخرى على غرار الفواكه الجافة والمصبرّات المعلّبة لاسيما مصبّرات المنتوجات البيولوجية التي تحظى اليوم باهتمام كبير في تونس. وكانت المجموعة التونسية الكويتية للتنمية قد رفّعت الأسبوع الماضي في رأسمالها من 71 مليون د.ت الى 84.5م.د.ت. فضلا عن رفع مساهمة الجانب الكويتي فيه الى 80٪ بعد ان كان متساويا مع مساهمة الجانب التونسي (بنسبة 50٪ كل منهما) منذ تأسيس المجموعة سنة 1976 وإلى حدّ السنوات الأخيرة. وشهدت المجموعة الى حدود سنة 2000 انتعاشة قصوى في نشاطها خاصة في المجال السياحي والفندقي (سلسلة أبو نواس سابقا) غير ان الصعوبات المالية التي مرت بها بين 2001 و2002 بسبب الأزمة السياحية العالمية دفعتها لمراجعة حساباتها ولوضع استراتيجية نهوض جديدة تعتمد أساسا على إعادة هيكلة الأصول التابعة للمجموعة والتفويت في جانب منها واستغلال العائدات المالية لبعث مشاريع جديدة وتطوير المشاريع التي تمت المحافظة عليها إضافة الى تنويع الاستثمار نحو مجالات أخرى غير القطاع السياحي. وقال التوره إن هذا التوجه تعزز مؤخرا بعد لقاء الرئيس زين العابدين بن علي بأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد جابر الصباح خلال زيارة الأخير الأسبوع الماضي الى تونس. عقار... وإشهار إلى جانب الصناعات الغذائية قررت المجموعة خوض غمار الاستثمار في القطاع العقاري من خلال مشاريع سكنية موجهة للفئات المتوسطة وبأسعار معقولة على غرار حدائق المنزه وحدائق قرطاج ومشروع آخر بجهة رادس ومشروع بالحمامات الشمالية (جهة المرازقة) إضافة الى مشروع سكني بضفاف البحيرة (قبالة المدينة الرياضية أبو خاطر)... وقال مدير عام المجموعة ان هذه المشاريع السكنية ليست سكنا شعبيا (للفئات ذات الدخل المحدود) بل للفئات متوسطة المداخيل.. مضيفا ان المستقبل يشهد ايضا توفير المجموعة لمقاسم سكنية مجهّزة إضافة الى المساكن الكاملة. وعلى صعيد آخر، تتجه نيّة المجموعة نحو الاستثمار في قطاع الاشهار وأيضا في قطاع تكنولوجيا المعلومات.. 4 فنادق بعد سلسلة الفنادق المتعددة التي كانت تديرها الشركة، قررت اليوم الإبقاء على 4 فقط مع تطويرها بشكل كبير لتصبح ذات جودة عالية وهي «موفنبيك قمرت» و«جولدن توليب المشتل» و«جولدن توليب صفاقس» و«إيبروستار ديار الأندلس» وتبلغ القيمة الجملية لتطوير وتجديد هذه الوحدات أكثر من 56 مليون د.ت. مساهمة أكد أدهم مبارك التوره أن التوجه الأساسي والرئيسي للمجموعة لا يكمن في بعث مشاريع جديدة، قد تكون مكلفة وقد تفشل او يتعطل سيرها بالصعوبات المالية والأزمات العالمية، بل في الدخول على الخط مع المستثمرين التونسيين (في القطاع الخاص او العام) عبر المشاركة في رؤوس أموال المؤسسات الموجودة والناشطة في مختلف القطاعات الناجحة والواعدة. فواقع البلاد التونسية ومجتمعها وطبيعة اقتصادها يفرضان الاستثمار في القطاعات الأقرب للقدرة الشرائية للتونسيين ولإمكانيات البلد بشكل عام لذلك «اخترنا الابتعاد عن المشاريع الضخمة التي تتجاوز امكانات المجموعة ولا تتماشى مع واقع البلد» على حد قول التوره.. وأكد م.ع المجموعة في الختام ان مؤسسته مستعدة للعمل في الفترة القادمة كوسيط ومستشار وشريك للمؤسسات الكويتية والخليجية الراغبة في الاستثمار في تونس مع دعوتها الى ذلك بالنظر لما توفّره السوق التونسية من أرضية ملائمة للنجاح الاقتصادي... وأضاف ان أبواب المجموعة مفتوحة لكل المستثمرين التونسيين للتعاون والشراكة ايضا... وهو ما يقطع مع كل ما قيل مؤخرا حول «مغادرة» المستثمرين الكويتيين لتونس.