تتهم المرأة بالتبذير والاسراف في انفاق المال عن طريق التسوّق وتثير بذلك سخط الرجل وتذمره باعتبارها تعرض ميزانية العائلة الى الاختلال الا ان الدراسات اثبتت ان الرجل اصبح يشاركها هوس الشراء والادمان على التسوّق واقتناء مازاد عن حاجته. «الشروق» بحثت في اسباب تعاظم هوس التونسيين بالتسوق فخرجت بالشهادات التالية: من الاشياء المسلية بالنسبة للآنسة ايناس التسوّق والاطلاع على كل ما هو جديد وخاصة في ما يتعلق باللباس والاحذية وتقول عن هذه الهواية. لقد احرص على القيام بها كل الحرص واخصص لهذا الغرض ميزانية قائمة الذات بغية اقتناء كل الاشياء واللوازم التي احتاجها. اما السيدة احلام موظفة باحدى الادارات العمومية فإن هوسها بالتسوق واقتناء كل ما تقع عليه عينها سبب لها عديد المشاكل مع زوجها الذي يتهمها بالتبذير ويتشاجر معها كلما عدلت عن شراء غرض يحتاجونه بالبيت وتقتني عرضا شخصيا وتعترف احلام ان شراءها لبعض المقتنيات لا يكون دائما بسبب الحاجة اليه ولكن احيانا يكون بدافع رغبة لا تقاوم في شراء كل شيء وتبديد ما لديّ من اموال. هوس رجاليلئن كان غرام النساء بشراء الملابس والاحذية والاواني المنزلية كبيرا مما جعلهن يواجهن تهمة التبذير والاسراف فإن الرجل في عصرنا الحالي اصبح هو الآخر لا يقل عن المرأة في هذا المجا مع فارق في المواد والمنتوجات التي يقبل على شرائها الرجل وتتمثل بالاساس في المواد الغذائية. ويقر السيد الشاذلي انه يتفادى الذهاب الى المغازات لشراء مؤونة الشهر ويوكل هذه المهمة لزوجته لأنه ينفق ضعف الميزانية المخصصة لذلك ويضطر احيانا الى عدم جلب الاشياء الهامة من وجهة نظر زوجته حتى يوفر بعض المال لشراء انواع من المؤكولات. ويؤكد السيد بشير (صاحب محل لبيع الملابس) ان الرجال اصبحوا يهتمون بأناقتهم لذلك تولد لديهم نوع من الهوس بمواكبة الموضة وشراء كل ما هو جديد في عالم الملابس. كما ان النساء يظهرن ولعا كبيرا بالتسوّق فهناك حريفات دائمات يزرن المحل يوميا لاقتناء بعض الملابس. وفي السياق ذاته يرى السيد سالم بائع مواد غذائية ان الرجال عادة ما يتمثل هوسهم في الاقبال على المواد الغذائية وخاصة خلال شهر رمضان. **تعويض يدين عدد من الرجال هوس المرأة والرجل بالتسوّق والشراء فإن البعض الآخر يرجعه الى رغبة النساء في التنفيس عن نفسها. وملء الفراغ ويؤكد السيد محسن ان جل حريفاته من النساء اللاتي يغتنمن فرصة «الصولد» لشراء كمية هامة من الملابس ويشير الى ان النساء يقضين ساعات طويلة في التسوّق والاطلاع على كل جديد بمختلف المحلات ويعود ذلك حسب رأي السيد محسن الى قدرة المرأة على الصبر وسعة بالها التي تمكنها من التفحص جيدا في البضاعة المعروضة الى ان تعثر على ما تبحث عنه. ويقول السيد حمادي ان التونسية تخصص ميزانية لشراء الملابس وتضحي بمالها من اجل اناقتها ويرى ان ادمان المرأة على الشراء يمكن ان يكون ترجمة عن رغبتها في البروز بمظهر لائق امام الاخريات ويمكن ان يكون ايضا وليد التقليد وحب مجاراة التيار السائد. **مرض نفسي اذا كان التسوّق شكلا من اشكال التعويض او ملء الفراغ او الولع بالجديد والموضة، فهل يمكن اعتبار المبالغة فيه ظاهرة طبيعية ام مرض نفسي؟ طرحنا هذا السؤال على الاستاذ منذر جعفر فامدّنا بالتفسير التالي: يقول الاستاذ منذر جعفر مما لا شكّ فيه ان المبالغة في كل شيء من شأنها ان تطرح عدة استفاهامات ويمكن اعتبار ما يسمى ب «حمى الشراء» مرضا نفسيا عندما يكون الشراء لمجرد الشراء فيصبح هذا السلوك مرضيا ويعكس اهتزازا في الشخصية وارتباكا في توازنه النفسي ويرجع الدكتور منذر هذه الحالة المرضية الى عوامل الفقر والحرمان التي يعيشها الفرد عند صغره فبمجرد حصوله على المال يحاول ان يعوض ما فاته ويصبح اقتناؤه للأشياء بشكل عشوائى وغير مدروس ويمكن ان يتحول هذا الحرمان الذي عانى منه البعض اما الى الهوس والشراء او الى الانحراف والسرقة. وهذه الحالة يمكن معالجتها والتخلص منها عن طريق استشارة اختصاصي نفساني لأنها مدمّرة وتعود بالمضرة على الفرد والاسرة بصفة عامة.