ينفق الرجل ما بين شراء الماركات العالمية من بدلات وأحذية وعطورات وساعات وسيارات حوالي 250 مليار دولار سنويا مقارنة ب160 مليارا تنفقها النساء. وقد تبدو هذه الارقام غير معقولة بالنسبة للبعض الا ان التأكد من صحة هذه المعلومات التي أوردتها مجلة «الايوكونوميست» البريطانية وهي من أشهر المجلات البريطانية تجعلنا نقتنع بهذه الحقيقة ونتساءل هل ان الرجل التونسي مبذر؟ وفيم ينفق أمواله؟ «الشروق» طرحت الموضوع على مجموعة من الرجال وسألتهم ان كانوا يصدقون الرقم المذكور آنفا عن انفاق ارجل وبم يفسرون اقبال الرجل المتزايد على شراء الماركات العالمية والتردد على مراكز التجميل ومنافسة المرأة في الاهتمام بالمظهر ومواكبة الموضة؟ لم يستغرب وسام ا ورد في الاحصائيات والتي تقول ان الرجل اكثر تبذيرا من النساء ويؤكد بأنه يعطي أهمية بالغة لنوعية لباسه فهو حريص على مواكبة الموضة وشراء نوعية معينة م العطورات. ويضيف وسام انه كغيره من الشباب يبحث دائما عن التألق وقضاء أوقات ممتعة لذلك يجد نفسه مضطرا الى دفع مبالغ مالية هامة من اجل الترفيه عن نفسه ومجاراة أقرانه **الأكل والملبس في الصدارة يؤكدالسيد عبد الرحمان ان الرجل أكثر تبذيرا من المرأة ويعود ذلك الى عدة أسباب تتمثل في رغبة الرجل في اظهار نفسه على انه ميسور ولا تنقصه الاموال فهو يخجل مثلا في الذهاب الى الجزار ليطلب منه نصف كلغ من اللحم بل انه يشتري كيلوغراما او حتى أكثر على عكس المرأة التي تراعي ميزانية العائلة اكثر. ويحكي لنا السيد عبد الرحمان ما وقع له خلال ذهابه الى احدى المغازات الكبرى بالبلاد ليشتري ما يلزمه حيث انسحبت زوجته خارج المحل لأنها لم تكن مستعدة لشراء بعض المواد غالية الثمن في المقابل بقي هو وابنته داخل المحل واشترى كل ما رغب فيه هو وابنته. ويقول السيد عبد الرحمان انه يخصص أغلبية ميزانيته لشراء الاكل وما يلزم المنزل. ويقر السيد حاتم بدوره بأنه يبذّر أكثر من زوجته ويهتم كثيرا بمظهره لذلك فإنه لا يتوانى في شراء ما يعجبه سواء في ما يخص اللباس والعطورات كما ينفق الكثير من أمواله على السفر فهو من عشاق الحلّ والترحال والنزهات الجميلة في الاماكن الراقية. **سيارات وعطورات فئة الأغنياء من الرجال لا يستطيعون كبح جماح رغبتهم في اقتناء آخر موديل للسيارات الفارهة. ويقول سليم (رجل أعمال) في هذا الصدد اعترف انني مبذّر ولا يمكن ان أتروى أو أفكر مجرد التفكير قبل شراء سيارة وخاصة اذا كانت تمثل آخر صيحة في عالم السيارات. السيد رابح يملك شركة استيراد وتصدير يصرح انه ينفق مالا كثيرا في تنظيم سهرات خاصة مع أصدقائه بحثا عن الاجواء الممتعة التي تخلصهم من تعب العمل وتوتره. كما يجد نفسه مدفوعا الى التضحية بمبلغ مالي هام قصد شراء ما غلا من العطورات ويقر أنه يفوق زوجته في التبذير فهو لا يتردد في شراء ما يعجبه دون مناقشة البائع. **العزّاب أكثر تبذيرا الشباب العزاب عادة ما يعيشون حياتهم بطريقة خاصة جدا ونظرا لعدم تحملهم مسؤوليات كبيرة فإنهم يجدون الحرية الكافية للسهر والسفر وشراء كل ما يرغبون فيه وبالتالي يجدون أنفسهم مدفوعين للتبذير حتى لا يقال عنهم أنهم غير قادرين ماديا. ويروي السيد بشير حكاياته أيام عزوبيته التي تميزت بالنشاط والحيوية والرغبة في مجاراة الاصدقاء والاصحاب. علي الشوالي بائع ملابس جاهزة يرى ان العزاب مبذرين أكثر من المتزوجين فعادة ما يتغير الرجل بعد زواجه ويصبح اكثر تحكما في ميزانيته باعتبار انه اصبح مسؤولا على عائلة. ولئن بدت مفيدة رافضة فكرة ان الرجل مبذّر أكثر من المرأة انطلاقا من ملاحظاته للمحيطين بها وخاصة بإقرارها ان والدتها تعتبر مبذرة أكثر من والدها الا انها بدت موافقة على ان الرجال العازبين أكثر انفاقا من المتزوجين نظرا لعدم تحملهم مسؤولية اعالة العائلة. * ناجية المالكي