بصرف النظر عن تدني المستوى الفني لمباريات البطولة، فإن هذه الاخيرة لا تخلو من المفارقات التي تختلف درجاتها من ناد الى آخر والجولة الاخيرة لم تشذ عن هذه القاعدة. لا يمكن أن أبدأ هذا المقال دون التطرق الى المردود الذي قدمه النادي الافريقي ضد النجم الرياضي الساحلي ودعوني أقول أن هذا المردود كان في مستوى تطلعات الانصار والملاحظين على حد السواء. فقد أظهر خصالا وصفات فاجأت العديد: عزيمة حديدية وروح انتصارية تجلت في تفوق ساحق على منافسه في الصراعات الثنائية «جوا وأرضا» وتماسكا بين الخطوط وهي خصال لم يظهرها في الجولات السابقة ولو حصل ذلك لكان متصدرا للترتيب. ولئن تبعث هذه العودة القوية النشوة والاعجاب، فإنه من المهم طرح هذا السؤال: لماذا لم تحدث هذه الصحوة إلا مع تقديم الهيئة للاعبين حوافز مادية مسيلة للعاب؟ ألا يمكن أن نفهم من وراء ذلك ان ما قدمه زملاء وسام يحي إنجازا «مشروط» بالحافز المادي؟ أليس في هذا دليل على أن لاعبينا بعيدون عن عقلية الاحتراف؟ شخصيا، أرى ان قوة أي ناد لا تقاس بتألق في مباراة بقدر ما تقاس بانتظام مردوده طيلة الموسم. الشبيبة تفقد هويتها بعيون شاخصة أتابع مسيرة شبيبة القيروان، هذا النادي الذي نعشقه جميعا. فما يحدث في هذا النادي مثير للحسرة والاسف حقا وأقصد هذا الوجه الشاحب والنتائج الهزيلة التي سجلها وشخصيا ما يؤلمني أكثر في هذا الذي يحدث هو حياد هذه الجمعية عن هويتها كمنجم لتفريخ المواهب وتتحول الى فريق زاده الانتدابات نسجا على منوال بقية الاندية. حتى لا نظلم الكبيّر العديد من الرياضيين أعربوا عن خيبة أملهم إزاء مردود النجم الرياضي الساحلي ضد النادي الافريقي ولكن هذا الانطباع يحتاج الى المراجعة إذ لابد من الاقرار بحقيقة قد تكون غابت عن الكثيرين وهي ما شهدته تشكيلة أبناء المنذر كبيّر من تغييرات وهو ما يستوجب مزيدا من الوقت حتى يحصل الانسجام بين اللاعبين ويكفي أن نعرف أن لاعبين فقط من التشكيلة الحالية شاركا مع الفريق خلال الموسم الفارط.