خيبت الشبيبة آمال أحبائها وجماهيرها العريضة بعد أن انقادت الخميس الفارط أمام النجم الساحلي الى هزيمتها الثالثة على التوالي ليخرج الأغالبة بصفر من النقاط بعد مواجهة النادي البنزرتي والنادي الرياضي الصفاقسي والنجم الرياضي الساحلي. احتجاجات الأحباء الذين كان حضورهم كالعادة استثنائيا (أكثر من ألفي محب تحولوا الى سوسة) تصاعدت على المردود المحتشم للفريق في المباراة الأخيرة والآداء المتواضع لأغلب اللاعبين الذين كانوا يلعبون بلا عزيمة ولا روح انتصارية ولا انضباط تكتيكي... غابت النجاعة وتتالت العثرات والهزات، فأصيب هذا الجمهور الكبير الذي يمثل حلقة الامتياز في كل مباراة بالذهول والحسرة والمرارة على الوجه الشاحب الذي ظهر به الفريق أمام النجم في امتحان الأجوار. .... وتجمد الرصيد أمام هذا الفشل وهذه الخيبة الجديدة في غياب الامتاع عبرت جماهير الشبيبة عن عدم رضاها للنتائج الحاصلة بعد أن تجمد رصيد الفريق منذ الجولة 17 بمجموع 24 نقطة والخوف كل الخوف من بقية المشوار لأن هذا المجموع حسابيا غير ضامن للبقاء في الرابطة المحترفة الأولى خاصة وأن أبناء المدرب مراد محجوب تنتظرهم مواجهات صعبة سواء داخل القواعد (قوافل قفصة الترجي الرياضي التونسي والأولمبي الباجي) أو خارجها (النادي الرياضي بحمام الأنف الأمل الرياضي لحمام سوسة والاتحاد الرياضي المنستيري) وكل هذه الأندية ستبحث عن نقاط الفوز بكل الطرق لانقاذ موسمها، وهو ما سيجعل وضعية الشبيبة أصعب في قادم الجولات. هل هي بداية أزمة؟ بهذا المردود المتواضع، وفي غياب التركيز على بقية المباريات والانشغال بالعروض والخوف من الاصابات وتوتر العلاقة بين بعض اللاعبين ومع بعض المسيرين أيضا من الطبيعي أن تتراجع النتائج ويسقط الفريق في فخ الهزائم المتتالية... اللاعبون يريدون الحوافز ويريدون بقية مستحقاتهم ويخشون أن لا تفي الهيئة بالتزاماتها ووعودها خاصة وأنهم يشعرون وكأن موسم الشبيبة انتهى بتحقيق الهدف المنشود وهو ضمان البقاء لكن بهذا التسيب وبهذه الحسابات الخاطئة والعقلية غير المحترفة يمكن القول أن الشبيبة تلعب بالنار لأنها وضعت نفسها في ورطة بعد الهزائم الأخيرة، وقد تندم كثيرا على عديد النقاط المهدورة اذا تواصل هذا التسيب وعدم شعور اللاعبين بالمسؤولية وانشغالهم بالخلافات الداخلية هي ملامح بداية أزمة في الشبيبة والمطلوب من الجهازين الاداري والفني التدخل العاجل والناجع لوقف نزيف العثرات وحث اللاعبين على مزيد البذل والعطاء لتدارك هذه النتائج السلبية في قادم الجولات والخروج من هذه الأزمة بأخف الأضرار. أخطاء بالجملة أتينا في أكثر من مرة على مواقع الاخلالات في تشكيلة المدرب مراد محجوب خاصة بعد أن أصبح الفريق على قدر كبير من الجاهزية ولم يعد هناك أي موجب للتبريرات الواهية من نقص في التحضيرات أو التركيز على عنصر الانسجام وغيرها من التعلات الخاطئة ووضعنا أصبعنا على الداء وقلنا بصريح العبارة أن الخطوط الخلفية تشكو نقصا وضعفا والأخطاء الفردية التي نتمنى أن تكون عن حسن نية تسجل حضورها في جل المباريات... أهداف قبلها دفاع الشبيبة بطريقة مضحكة ومحيرة في الآن نفسه وآخرها الهدف الأول للنجم الساحلي ومن المخجل أيضا أن تهتز شباك الحارس صابر بن رجب في ست مناسبات خلال المباريات الثلاث الأخيرة (3 أهداف من هجوم النادي البنزرتي هدف من هجوم النادي الرياضي الصفاقسي وهدفان من هجوم النجم وعن معضلة الهجوم فحدث ولا حرج، فهذا الخط يشكو فراغا رهيبا رغم تألق المهاجم نبيل الميساوي خلال مرحلة الذهاب، ويبدو أن بعض الانتدابات الشتوية لتعديل الأوتار لم تكن ناجعة بالشكل المطلوب، وواصل الميساوي بمفرده حمل هموم الخط الأمامي للشبيبة لكن بعض المشاكل جعلت مردود هذا اللاعب يتراجع قليلا في انتظار استرجاع نجاعته المعهودة حتى يساهم في اعادة الحيوية اللازمة للخط الأمامي بما أن المدرب مراد محجوب لا يملك الا ورقة الميساوي في الهجوم والأكيد أنه من الصعب أن يتحمل مهاجم فقط أعباء موسم بأكمله وهو ما يحدث مع نبيل الميساوي في الشبيبة كما أن خط الوسط لم يكن في أحسن حالاته رغم توفر عامل النضج والخبرة لأغلب اللاعبين على غرار لسعد الورتاني وسيف الله المحجوبي وبرهان غنام وأحمد الهلالي والكامروني «علي مومبان» وهو ما يدل على أن بعض الاختيارات الفنية لم تكن في محلها كما أن بعض الاختيارات التكتيكية تركت أيضا نقاط استفهام كبيرة وهي التي تتعلق خاصة بأسلوب اللعب الذي تغير مقارنة بمرحلة الذهاب ومقارنة أيضا بالجولات الأولى من مرحلة الاياب. آخر الكلام من ألطاف الله أن الشبيبة «أخذت بايها من الأول» وحصدت نقاطا ثمينة جدا (فوز على النجم والنادي الافريقي في القيروان وانتصار على مستقبل القصرين خارج القواعد وهو الوحيد منذ بداية الموسم) ونأمل أن يقع رأب الصدع وايجاد الحلول الكفيلة بإعادة الفريق الى السكة الصحيحة ووضع الأقدام على الأرض والتفكير في واقع وحاضر الشبيبة قبل كل شيء وهذا طبعا مسؤولية الهيئة والجهاز الفني وخاصة اللاعبين الذين لا بد أن يعودوا الى رشدهم لأنهم في الحقيقة نجوم من ورق....