تؤكد كل المصادر التاريخية أن قصر الرباط بلمطة كان النواة الأولى لنشأة المدينة العربية الإسلامية واختلفت الآراء حول تاريخ نشأته ومن أسسه ولئن ذهب القول بالعديد من المؤرخين بأن تاريخ الإحداث يعود إلى سنة 245ه على أيدي الأمير الأغلبي أبي إبراهيم بن أحمد فإن البعض الآخر يؤكد بأن هذا الرباط بني قبل ذلك إن صح القول بأن الإمام سحنون الذي زاره سنة 240ه مما يجعل فترة الإنشاء تعود إلى ما قبل هذا التاريخ وأنه كان حصنا بيزنطيا واستعمل من قبل العرب الفاتحين في أغراض دفاعية ولعب دورا دينيا إذ رابط به عدد من المرابطين نذكر من بينهم الإمام سحنون بن سعيد وعبد الرحيم بن عبد ربه وأبو السرى واصل بن عبد الله وأبو بكر المدب الصقلي وأبو هارون الأندلسي كما لعب دورا سكنيا خاصة وأن الأمراء الأغالبة كانوا يشجعون على الإقامة لإشعار العدو الزاحف نحو لمطة بحرا بوجود أعداد هامة من المرابطين المستعدين لدحره وصده على أعقابه إلا أنه بالرغم من أهميته التاريخية وموقعه الاستراتيجي فإن جل المؤرخين والرحالة لم يتعرضوا إليه إلا نادرا فقد ذكر البكري مدينة لمطة وتحدث عن ملاحتها نظرا لقيمة مينائها ولم يتعرض إلى الرباط والمالكي تحدث عن المرابطين الذين رابطوا بالقصر ولم يذكر شيئا عنه وتجاهل ابن خلدون والتيجاني في رحلته والإدريسي هذه المدينة الأزلية ورباطها الشامخ. مكوناته يبدو أن المخطط الأصلي لقصر الرباط بلمطة هو على شاكلة مربع طول ضلعه 31.8م ويحتوي على أبراج مستديرة في الزوايا الأربعة لهذا المعلم واتضح أثناء الترميم أن أحد الأبراج المتواجدة في الزاوية الجنوبية الشرقية للمنارة له قاعدة عميقة وقوية لحمل هذه المنارة بالإضافة إلى أبراج نصف دائرية في وسط الجدران الشرقية والغربية والشمالية أما المدخل فهو وسط جدار الناحية الجنوبية ومندمج مع الحائط وينفذ إليه عبر دكات صغيرة وهو المدخل الوحيد ومتكون من باب خشبي بدفتين ويعلوه نظام السقطات ويضفي إلى بهو صغير مقبى يؤدي مباشرة إلى الصحن الذي يحيط به رواق وتبلغ مساحة الصحن 49م.م وبه ماجل لتجميع مياه الأمطار وبهذا القصر 24 غرفة ذات مساحات متقاربة ومتشابهة من حيث الشكل والاتساع موزعة بالتساوي على النواحي الأربع وقد تعرض ترميمه على نموذج قصر الرباط بسوسة في عديد المناسبات من قبل المعهد الوطني للتراث وتسهر جمعية صيانة المدينة على المحافظة على كيانه وتوظيفه في الملتقيات الفكرية والمهرجانات لاستقطاب السياح وتنشيط الحركة الاقتصادية بالمدينة.