هو ممثل شاب عرفه الجمهور من خلال بعض المسلسلات الرمضانية كإخوة وزمان ودنيا، في داخله ينبض الاحساس بالفن وبالتمرد، وقد تمكن أخيرا من عرض اخراجه السينمائي الجديد «شاق واق» بعد خلاف مع ادارة عروض الافلام في الدورة الحالية لأيام قرطاج السينمائية. «الشروق» التقت مع نصرالدين بعد عرض الفيلم فكان الحوار التالي: تمكنت أخيرا من عرض فيلمك القصير «شاق واق» كيف تعلق؟ هو فيلم يستحق أن يعرض حتى خارج اطار دورة أيام قرطاج السينمائية لأنه احتوى مضمونا ثريا وفكرة مغايرة لما هو موجود في الساحة السينمائية لكني تمكنت من عرضه بعد منعه من وزارة الثقافة. ما هي أسباب منع الفيلم من العرض؟ إنها الرقابة المغلوطة التي تعودت على الافلام السياحية ذات الفكرة الواحدة والسيناريوهات الخائفة من المختلف. ف«الشاق واق» فكرة مغايرة رفضتها وزارة الثقافة بدعوى أنها ذات مضمون ينقد بعض المظاهر الدينية. ما هو موضوع الفيلم؟ قرية ريفية يموت فيها إمام الجامع فيقع الاعلان عن عملية اختيار لإمام جديد مما يجعل المجرم المتسكع «البطال» وحتى البائع المتجول يسعون الى احتلال هذا المنصب لما فيه من نظرة احترام من قبل المجموعة دون معرفة كافية بالدين ومقتضياته كالصلاة بالجماعة مثلا. لماذا كان توجهك للدين في الفيلم هل كان ذلك من باب خالف تعرف؟ الدين موضوع حساس لكنه ليس من الممنوعات او الخطوط الحمراء التي لا يمكن الحديث فيها، فالسينما هي نقل للواقع بكل تفاصيله ومواضيعه السياسية والدينية وأنا في الفيلم لم أعمل على نقد ظاهرة دينية بعينها، ما عرجتُ عليه هو التهافت على منصب ديني دون العلم بمتطلباته. ألا تخشى من ردة فعل الجهات المختصة أو حتى الجمهور؟ كفنان متمرد على المألوف الكلاسيكي الباهت لا أكترث بأي رد فعل من هذه الجهات لأن رفضهم للفيلم يزيدني ضخات من الأوكسيجين وأعدهم بأني سأكون «ڤمودي المستقبل» أما بالنسبة الى الجمهور فأنا أجزم أنه لم يصفق في اي فيلم آخر بمثل هذه الحرارة التي صفق بها اليوم في العرض الاول للفيلم. استعانتك بثلة من النجوم على غرار لمين النهدي وعاطف بن حسين وفاطمة سعيدان كان لغاية الترويج للفيلم أم كان لغاية في نفس يعقوب؟ اختياري للمين النهدي وعاطف بن حسين جاء عن ثقة بقدرتهما على تجسيد دوريهما بشكل ممتاز خصوصا ما امتازا به من قدرة على اضحاك المتقبل. وليس من باب الدعابة للفيلم فإذا كان السيناريو ضعيفا لا يمكن أن ينجح العمل حتى ولو اشتغل فيه أشهر المشاهير. ما هي الصعوبات التي وجدتها أثناء التصوير؟ هي صعوبات كثيرة وشاقة، فقد صورنا الفيلم بكاميرا واحدة وبعض الكشافات فقط وبميزانية ضعيفة، لم نحصل على أي دعم مادي أو معنوي من الوزارة المعنية. ماذا عن بقية الأفلام؟ هل شاهدتها وما هو رأيك؟ أنا لا أشاهد أفلام لا يمكن عرضها خارج شارع الحبيب بورقيبة، أفلام لا تعبّر الا عن غرائز منتجها، وأريد ان أقول في النهاية إن لا وزارة الثقافة ولا إدارة المهرجان يمكن ان تعطيني «تانيتا» مثل الذي تحصلت عليه اليوم من الجمهور الذي صفق مطولا للفيلم.