رفضت إدارة الدورة 23 لأيام قرطاج السينمائية فيلم »شاق واق« للمخرج نصرالدين السهيلي من عرضه في أي قسم من أقسام الأيام وحرمت بذلك الجمهور السينمائي من اكتشاف هذا العمل الذي يلتقي فيه كل من الأمين النهدي وفاطمة بن سعيدان وعاطف بن حسين وتوفيق الغربي ومحمد سفينة وأكثر من عشرين ممثلا محترفا. الفيلم الذي أنجز موسيقاه التصويرية »بندير مان« ويطرح مشكلة التطرف الديني من زاوية مغايرة ومختلفة عن المألوف ويدافع عن قيم الحداثة والتسامح لم يشفع له مضمونه الجاد ولا نخبة الممثلين المحترفين المشاركين في أحداثه من أن يكون ضمن الأفلام التي ستُعرض في الدورة 23 لأيام قرطاج السينمائية وهو ما يطرح أكثر من نقطة استفهام وتعجّب أمام لجنة اختيار الأفلام بهذه التظاهرة السينمائية. فيلم »شاق واق« الذي يدوم قرابة 35 دقيقة رفضته لجنة اختيار الأفلام بأيام قرطاج السينمائية دون مبرّر ودون أن توضّح أسباب رفضها لهذا العمل وهو ما أفادنا به أحد الممثلين في الفيلم، وهذا الرفض المجاني فتح بابا واسعا للتأويل من ذلك أن فريق العمل بالفيلم أرجع سبب رفض عرض الفيلم الى طبيعة الموضوع الذي يطرحه رغم أن زاوية الطرح تبدو طريفة وذكيّة وتنم عن قدرة المخرج في تفكيك ظاهرة التطرف الديني بطريقة بعيدة عن المباشراتية والسطحيّة. رفض فيلم »شاق واق« يذكرنا برفض فيلم »الاستاذ« للمخرج محمود بن محمود الذي يطرح فترة حرجة من تاريخ الرابطة التونسيّة لحقوق الانسان، وهذا الرفض لايدفعنا إلاّ لطرح السؤال من زاوية وحيدة هي التي تبدو الأقرب، سؤال متى ستنتهي مواسم الخوف والتردّد في دفع الأفق الثقافي والفكري إلى مساحات أكثر حريّة وتحرّرًا؟!!